احتضنت سينما الريف في طنجة عرض فيلم «أمريكا» للمخرجة الأمريكية من أصل فلسطيني، شيرين دعيبس، في إطار الأيام السينمائية التي تنظمها سفارة الولاياتالمتحدة في الرباط، وبرنامج «فيلم فور وورد» الأمريكي، والتي ستنظم عروضا وورشات عمل مع مخرجين أمريكيين في أربع مدن مغربية. ويحكي فيلم «أمريكا»، الذي عرض في عدة مهرجانات عالمية من بينها مهرجان «كان»، قصة أم فلسطينية مطلقة وابنها، هاجرا إلى ولاية «إيلينوي» الأمريكية من أجل العمل والدراسة، وهناك ستواجههما عدة تحديات، أبرزها نظرة المجتمع الأمريكي إلى العرب. وحسب المخرجة الفلسطينية، فإن الفيلم مستنبط من تجربتها الشخصية كطفلة فلسطينية هاجرت مبكرا إلى الولاياتالمتحدة رفقة أسرتها، وعايشت حالة تحول نظرة المجتمع الأمريكي إلى العرب بعد حرب الخليج الثانية، وهي النظرة التي ستزداد سوءا بعد أحداث 11 شتنبر 2001، حيث إن الإعلام الأمريكي، حسب المخرجة، أصبح يصور العرب بصورة سيئة. واعتبرت شيرين دعيبس أن فيلمها يأتي بمثابة «ردة فعل» على «الهجمة الإعلامية» الأمريكية على العرب في الولاياتالمتحدة، بعد أحداث 11 شتنبر التي اعتبرت أنها غيرت حياة الجميع. واختارت المخرجة الفلسطينية دعيبس أن تركز على الجانب الثقافي لعرب أمريكا في هذا الفيلم، وهو الاختيار الذي جعلها لا تركز على الهوية الدينية المسيحية لأبطال الفيلم، واعتبرت أن اختيار ديانتهم جاء فقط لكون العمل مقتبسا من تجربتها الشخصية المتحصلة من كونها تربت وسط عائلة مسيحية. ولم تستبعد المخرجة أيضا إمكانية إنجاز فيلم ذي أبعاد سياسية مستقبلا، لكنها اختارت أن يكون عملها «أمريكا» عاكسا للبعد الثقافي للعرب الأمريكيين، وصعوبات الاندماج داخل مجتمع ما بعد 11 شتنبر. واعتبر عدد من النقاد أن فيلم «أمريكا» أعطى انطباعا بكونه يمزج بين العمل الوثائقي والدرامي، وهو ما عزته المخرجة الفلسطينية إلى رغبتها في عرض الواقع كما هو، ومشاطرة تجربتها الشخصية مع أشخاص آخرين. ويعد الفيلم محاولة لتقريب الأمريكيين من الثقافة العربية وتصحيح عدة معطيات خاطئة حولهم، فبعض الأمريكيين، مثلا، لم يكونوا يعلمون بأن هناك عربا مسيحيين، حسب المخرجة التي اعتبرت أن من بين الانعكاسات الإيجابية لأحداث برجي التجارة العالمية دفعُ الأمريكيين إلى البحث عمّن هم العرب والمسلمون، وأنها جعلت للأمريكيين من أصل عربي صوتا مسموعا، معتبرة أن أحداث 11 شتنبر جعلت إنجاز هذا العمل السينمائي أمرا حتميا بالنسبة إليها، في محاولة لجسر الهوة بين الثقافتين العربية والأمريكية، وهو الأمر الذي لقي ترحيبا من مختلف فئات المجتمع الأمريكي، إلى درجة أنها فوجئت، حسب تعبيرها، بترحيب يهود أمريكا بالعمل. وامتدت فعاليات الأيام السينمائية للسفارة الأمريكية إلى غاية 30 شتنبر، في مدن طنجة وتطوان والدار البيضاء وسلا، وشهدت تقديم عروض درامية ووثائقية وورشات مع مخرجين أمريكيين.