مازال عدد من سكان مدينة مراكش لم يستفيقوا من هول صدمة جريمتين متفرقتين، هزتا أركان المدينة صباح أول أمس الأربعاء، حيث راح ضحية إحداهما شاب في مقتبل العمر، يعمل بقالا بمنطقة سيدي عباد بمنطقة «إسيل»، والثاني شاب عمد إلى فعل الخير، والنهي عن اقتراف إحدى «الكبائر» (عقوق الوالدين) بمنطقة بدوار إزيكي بمقاطعة «المنارة». ففي الصباح الباكر من يوم الأربعاء الماضي، حضر إبراهيم، موزع الخبز، كعادته إلى محل «عبد الرحيم.د»، الذي يسير الدكان في غياب خاله «الحسين»، لكنه لم يجد الباب مفتوحا كعادته، من أجل تسليم الخبز، هذا الوضع لم يثر الشك والريبة لدى «إبراهيم»، لكن استمرار إغلاقه إلى أن عاد لتسلم الخبز، الذي مضى عليه يوم كامل، سيبث حينها الشك في نفسه، لكن «إبراهيم»، الذي يقطن بمنطقة «المحاميد» لم يكلف نفسه عناء البحث عن تفاصيل الأمر. بعد حوالي ساعة تقريبا من مغادرة «إبراهيم» المكان، خرج مالك المحل، الذي يكتريه منه «الحسين»، خال الضحية، البالغ من العمر 21 سنة، من منزله وتوجه صوب الدكان، الذي يبيع المواد الغذائية. كانت مفاجأة «أحمد» مالك المحل، كبيرة، عندما شاهد المحل مغلقا بعدما لم يوصد أبوابه منذ سنوات طويلة مضت. اقترب «أحمد» من المحل، من أجل التأكد من حقيقة ما تراه عيناه، لكن من أجل التيقن أكثر عمد إلى محاولة فتح الباب بيديه، بعد أن رأى أن القفل غير موضوع في مكانه. مفاجأة أو بالأحرى صدمة «أحمد» ستكون قوية عندما رأى بأم عينيه الشاب اليافع ملقى وسط الدكان، غارقا في دمائه، فما كان منه إلا أن هرع صوب مصلحة الشرطة بالدائرة السابعة ليبلغ رجال الأمن عن الجريمة، التي راح ضحيتها الشاب، الذي ينحدر من جماعة «تاكموت»، التي تبعد عن إقليم طاطا بحوالي 51 كيلومترا. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر من عين المكان، فإن الضحية، وُجِدَ غارقا في دمائه، بعد أن وجهت إليه ضربات قوية في الرأس، يرجح أن تكون باستعمال قنينة غاز من الحجم الصغير، وبدافع السرقة. هذا وعلمت «المساء» أن خال الضحية، الذي يسير المحل بشكل رسمي، يوجد في زيارة عائلية منذ حوالي 20 يوما بإحدى المدن. في وقت لا زالت التحقيقات الأمنية جارية لمعرفة الجاني، والدوافع التي جعلته يرتكب هذه الجريمة. إلى ذلك، وخلال اليوم نفسه، لقي شاب يقطن بدوار «إزيكي» حتفه، بعد أن وجهت إليه طعنة باستعمال السكين، من قِبَلِ شابين كانا في نزاع مع والدهما، وقد عمد «فاعل الخير»، إلى ثني الشقيقين عن الدخول في نزاع مع والدهما العجوز، لكن نهيه عن اقتراف كبيرة عقوق الوالدين سيكلفه حياته، إذ وجه أحد الشابين طعنة قاتلة بسكين إلى «فاعل الخير»، أردته قتيلا في الحين. هذا وأصبح ملحوظا تنامي جرائم القتل، وحالات الاعتداء والسرقة بمدينة مراكش، مما جعل العديد من المواطنين يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا على حياتهم، وحياة فلذات أكبادهم وذويهم، مما يستدعي تدخلا عاجلا، من قبل السلطات الأمنية، والقيام بعمليات استباقية لحالات الإجرام المتنامية، توفيرا للأمن والراحة للمواطنين.