أرخت أزمة مجلس مدينة الدارالبيضاء بظلالها على التسيير اليومي داخل المقاطعات بسبب تأخر مجلس المدينة في صرف منح تسيير المقاطعات، مما دفع برؤساء هذه المقاطعات إلى عقد اجتماع طارئ بمقر مقاطعة الفداء لتدارس الأزمة، التي ستعرفها المقاطعات في الأيام القليلة المقبلة ووضع خطة استباقية لتفادي الشلل داخل المرافق الحيوية للمقاطعات. وذكرت مصادر مطلعة أن الاجتماع المذكور تدارس إمكانية رفع ملتمس إلى وزارة الداخلية من أجل وضع حد للأزمة، التي بدأت تشهدها المقاطعات، التي لها علاقة مباشرة بالمعيش اليومي للمواطنين. وكشف رؤساء بعض المقاطعات أن الحصة المرصودة للمحروقات على وشك الانتهاء، مما يهدد بتوقف السيارات التابعة للمقاطعات، ومنها سيارات الإسعاف، وهو ما يهدد حياة المواطنين بالخطر. كما أن بعض المرافق بالمقاطعات على وشك التوقف، خصوصا مصلحة الحالة المدنية، بسبب نفاد المطبوعات الخاصة بعقود الازدياد ووثائق أخرى. وعقب الاجتماع المذكور، تكونت لجنة من رؤساء مقاطعات سيدي عثمان وسيدي مومن والفداء لصياغة رسالة ستتم قراءتها خلال الدورات العادية لمجالس المقاطعات حول تأخر المنح الخاصة بالمقاطعات، سواء تلك المرصودة من قبل مجلس المدينة أو من قبل السلطة الوصية. كما أشار المجتمعون إلى ضرورة إدراج نقطة منح المقاطعات داخل جدول أعمال الدورة الاستثنائية، التي تمت الدعوة إليها من قبل مكونات الأغلبية. وفيما استكمل فريق العدالة والتنمية النصاب القانوني لعقد الدورة الاستثنائية، توصل عمدة البيضاء برسالة من والي الجهة يطلب منه فيها عقد دورة استثنائية لمجلس المدينة. وقال سعيد كشاني في تصريح صحفي، توصلت «المساء» بنسخة منه، إن فريق العدالة والتنمية تأخر في وضع الطلب إلى غاية يوم الأربعاء المنصرم، «رغبة منا في أن يكون موضوع توافق واسع يتجاوز الحسابات السياسوية الضيقة، ونعتبر بناء عليه أن التوقيع على الطلب مازال مفتوحا». وأضاف كشاني «لا بد أن أشير في الأخير إلى أن عقد هذه الدورة الاستثنائية لا يعني بأي حال من الأحوال أننا تجاوزنا المشاكل التي يعيشها المجلس»، مؤكدا على أن فريق العدالة والتنمية بمجلس البيضاء يلح على «ضرورة أن يلتقي الجميع من أجل التوافق على صيغة لتشكيل مكتب مسير ائتلافي تتمثل فيه كل المكونات السياسية ويشتغل فيما تبقى من عمر هذه الولاية على تنفيذ برنامج متوافق عليه يعطي الأولوية للملفات الكبرى ويشرفنا جميعا لدى البيضاويين».