تعادل الرجاء الرياضي بهدف لمثله مع ضيفه المغرب الفاسي، في المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس الأربعاء، عن الدورة الثانية من البطولة الاحترافية، والتي بلغت مداخيلها 27 مليون سنتيم و7 آلاف درهم، بعدما أدى ثمن التذكرة 7994 متفرجا فقط، رغم أن عدد الجمهور الذي تابع المواجهة كان أكثر بكثير من ذلك، إذ سجلت حالات فوضى عارمة في ضبط تذاكر الدخول بأبواب المركب، واستغلال جهات معينة لسوء التنظيم في الاتجار في تذاكر لم يتم تقطيعها، وتم استعمالها أكثر من مرة. وتميزت هذه المباراة بعودة الدفء والهدوء إلى مدرجات مركب الخامس، والتي سجلت حضور عدد كبير من أنصار النادي، قدموا لأجل دعم زملاء أمين الرباطي، إذ أحيت بعض الجمعيات المساندة للنادي طقوسا ساهمت في الرفع من معنويات لاعبي الرجاء، حاملة شعارات تعبر من خلالها عن دعم الفريق، وصور لبعض عناصره، كما أن عشاق الرجاء ظلوا طيلة أطوار المواجهة يساندون ناديهم، أملا منهم في أن يحرز فوزا في هذا اللقاء. واعتبر مسؤولو الفريقين أن النقطة السوداء في لقاء يوم الأربعاء تتجسد في تواضع مردود الحكم خالد النوني، وفشله في مسايرة الإيقاع السريع للمباراة، وعدم احترامه لمبدأ الامتياز في العديد من المحاولات، فضلا عن حرمان لاعبي الفريقين من أخطاء واضحة، خاصة الفريق البيضاوي، الذي احتجت فعالياته وأنصاره بقوة على تغاضي النوني عن ضربتي جزاء لصالح ناديهم. من جهته، أفسد طارق الجرموني، حارس الرجاء، أفراح أنصار ناديه، بعد ارتكابه خطأ فادحا ساهم في تقدم «الماص» في المباراة، واستدراك تخلفه في نتيجة هذه المواجهة، إذ خلف هذا الخطأ الجسيم، الذي مكن يوسف العياطي مهاجم «الماص» من إحراز هدف التعادل، بعدما أنهى الرجاء الشوط الأول فائزا بهدف دون رد، (خلف) وقعا قويا في أوساط الرجاء، وحمل الجميع الجرموني مسؤولية حرمان ناديهم من فوز مهم، بدل مسؤولو الفريق طيلة الأسبوع جهدا كبيرا لأجل بلوغه، سعيا منهم إلى إعادة الهدوء واستعادة الثقة والطمأنينة. ولم يفسد الجرموني وحده أفراح ناديه، رغم أن نسبة مساهمته في تعادل الرجاء مع «الماص» كانت كبيرة، بل هناك جزئيات أخرى شكلت عائقا كبيرا أمام تعثر الفريق البيضاوي في لقاء يوم الأربعاء، وتتمثل في تواضع أداء بعض لاعبي الرجاء، وفشلهم الذريع في تقديم الإضافة للنادي، مثل بوشعيب لمباركي، الذي ظل شاردا دون أن يقدم شيئا يذكر لهجوم الرجاء، بل أكثر من التمرير العشوائي وضياع الكرة، وحسن الطاير، الذي كان أداؤه بطيئا دون المساهمة في خلق فرص للتهديف، رغم الكرات التي تلقاها، وحسن الصواري، الذي بالغ كثيرا في اللعب الفردي، ولم يمتثل بتاتا للانضباط الفني، كما أن من بين هذه الجزئيات التراجع المخيف لجريندو بإشراك بعض العناصر الشابة، حيث تسرب الخوف لمحبيالرجاء من أن يعود هذا الأخير إلى نقطة الصفر بإقصاء هذه المواهب. وعرض لاعبو الرجاء و»الماص» في هذه المباراة عروضا كروية أثارت إعجاب فعاليات ومحبي الفريقين، رغم أن هذه المواجهة طغى عليها نهج تكتيكي صارم، تم تطبيقه خشية تلقي هدف يربك حسابات طرف على آخر، إذ تميز الشوط الأول من المباراة بتقديم منتوج كروي طيب من الجانبين، مع امتياز للفريق المحلي، الذي سيطر لاعبوه على وسط الميدان، وتمكنوا من سد كل المنافذ بفضل الفعالية الملموسة للاعبيه الإيفواري كوكو والسنغالي بيلا،اللذان تحملا عبء المواجهة، كما أن الفريق الزائر لم يظل مكتوف الأيدي، بل عرض لاعبوه منتوجا كرويا طيبا، خاصة في الشوط الثاني، مستغلين تعرض اللاعب بيلا، أفضل عنصر في وسط ميدان الرجاء، إلى الإصابة، وتدني اللياقة البدنية لزملاء الرباطي، لكن دون أن يخلق لاعبو «الماص» مشاكل كبيرة لدفاع مستضيفهم، لينتهي اللقاء بالتعادل.