تعادل فريقا الوداد والرجاء بهدف لمثله في الديربي 110، والذي لم يرق مستواه الفني إلى تطلعات عشاقه، وعرض خلاله لاعبو الفريقين منتوجا كرويا ضعيفا مقارنة مع حجم اللقاء، الذي طغى على مجرياته الجانب التكتيكي، دون تقديم لوحات كروية رائعة، إذ تمكن الوداد من هز شباك طارق الجرموني من ضربة رأسية نفذها عبد الرحيم بنكجان بعد تلقيه الكرة من ضربة ركنية، قبل أن يحتفظ حسن الطاير بنفسه زبونا وفيا لمرمى نادر لمياغري، بإحرازه هدف التعادل من كرة ثابتة، سددها بروعة كبيرة. وسرقت المتعة التي خلقها عشاق فريقي الوداد والرجاء بمدرجات مركب محمد الخامس، الأضواء في الديربي 110 الذي جرى أول أمس الأحد، أمام مدرجات شبة مملوءة وبأعداد كبيرة من محبي الفريقين، وفي لقاء بلغت مداخيله 172 مليون سنتيم بعدما أدى ثمن التذكرة 27890 متفرجا، ليفشل بذلك الوداد في تحطيم الرقم القياسي من حيث مداخيل الديربي، بعدما بلغت عائدات مباراة الإياب 205 ملايين سنتيم. ونال جمهور العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء الإعجاب والتقدير من طرف العديد من الوجوه التي حضرت المواجهة، وفي مقدمتها السفير الفرنسي في المملكة وبعض ممثلي الصحف الدولية، والبلجيكي غريتس، مدرب المنتخب الوطني للكبار، كما تلقى بوشعيب الأحرش ومساعديه الإشادة والتهاني من المهتمين بشؤون كرة القدم الوطنية، بعدما أدى مهام تدبيره لهذه المواجهة بنجاح. وحج محبو الوداد والرجاء بكثرة الى مركب محمد الخامس رغم غلاء تذاكر المباراة، حيث عبر هؤلاء عن سخطهم الشديد من الزيادة في أثمنة التذاكر، بتوجيه اللوم الى عبد الإله أكرم رئيس الوداد، مرددين عبارات قوية تدين هذا السلوك، وبصوت واحد شارك فيه أنصار الفريقين، لكنها أحيانا زاغت عن الأخلاق، خاصة بعد تصاعد وتيرة هذا اللوم على أكرم حين خروجه من الملعب، والذي غادره تحت حراسة مشددة للأمن الخاص. وعرض أنصار الوداد والرجاء لوحات «التيفو» الجميلة والمعبرة، والتي صنعت حدثا كبيرا مع بداية هذه المباراة، وأبهرت الجميع، حيث كان حي درب السلطان، معقل نادي الرجاء حاضرا في أحد «التيفوات»، والذي شهد بعد عرضه عناقا قويا تبادله ممثلو الجمعيات المساندة للرجاء، وصل إلى حد البكاء في منظر غريب ومدهش. ولم تستثن السلطات الأمنية، بدورها، من تلقي التقدير والاحترام بعد الجهد الكبير الذي بذلته في ضبط الأوضاع الأمنية، إذ ساهم رجال الأمن في إنجاح التنظيم، وتهدئة الأوضاع كلما دعا الأمر إلى ذلك، خاصة وأن الأجواء لم تكن عادية على الإطلاق، حيث كانت تدخلات السلطات الأمنية ناجعة تختزلها أساليب أدت إلى احترام الجمهور دون تعرضه إلى أي استفزاز، إذ لم تسجل هذه المواجهة وقوع أي أحداث شغب، أو تعرض ممتلكات ساكنة البيضاء إلى الاعتداء. واعترف محمد فاخر، مدرب الرجاء عقب الندوة الصحافية، بقوة المواجهة وصعوبة المباراة، مشيرا إلى أن فريقه عانى من بعض الإكراهات. وأوضح فاخر أنه أوصى لاعبيه بتنظيم اللعب عبر التمرير المحكم للكرة، دون الاعتماد على الكرات العرضية، مبرزا أن التعادل منصف وعادل. فيما اعتبر رجحي فخر الدين، مدرب الوداد، أن البطاقة الصفراء الثانية التي تلقاها سعيد عبد الفتاح غير منصفة، مشيرا إلى أن المواجهة كانت قوية، وأنه تفاجأ لتلقي مرمى فريقه هدف التعادل، في وقت أشرك فيه المنقاري لملء وسط الميدان والحفاظ على هدف السبق.