1 في لقاء الديربي الكلاسيكي البيضاوي ال 109 ، الذي احتضنه عشية اليوم السبت ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء ، برسم الدورة العاشرة من بطولة القسم الوطني الأول. وسجل هدفي فريق الوداد البيضاوي اللاعب محسن ياجور (د 30 و90+3) ، فيما سجل لفريق الرجاء حسن الطاير (د 52). وباتت حصيلة المباريات، التي جمعت بين الفريقين منذ سنة 1957، 34 فوزا لفريق الرجاء مقابل 25 للوداد وتعادلا في 50 لقاء . أما عدد الأهداف المسجلة فهي 81 للوداد و92 للرجاء. والتحق فريق الوداد بعد هذا الفوز بالمركز الثاني إلى جانب المغرب الفاسي بمجموع 18 نقطة، فيما ظل فريق الرجاء في المركز الثالث (15 نقطة). وطغى على بداية اللقاء، الذي جرى أمام جمهور قدر بحوالي 60 ألف متفرج، عنصر الحيطة والحذر مع تمركز اللعب وسط الميدان خاصة في الدقائق الأولى التي عرفت بعض المحاولات المحتشمة من الجانبين. وجاءت المبادرة من فريق الرجاء الذي عمد إلى التمرير في العمق لبلوغ معترك الوداد وهو ما نجح فيه إلى أبعد الحدود بعد أن تمكن من تهديد مرمى نادر المياغري في أكثر من مناسبة كانت أولاها في الدقيقة الرابعة بعد تسلم مامادو بايلا كرة على طبق من ذهب من رجل الصالحي ليقذف بقوة الكرة التي وجدت الحارس في المكان المناسب. وواصل فريق القلعة الخضراء ضغطه ونجح في فرض سيطرته مستغلا اندفاع لاعبي فريق الوداد، الذين كانوا بدورهم يحاولون مباغثة الخصم بهدف مبكر وبعثرة أوراقه، وكاد أن يبلغ الهدف في الدقيقة العاشرة بعد قذفة من رجل أبو شروان صدها المياغري لتعود من جديد إلى بيالا ردها بقوة في اتجاه الحارس الودادي الذي تفوق مرة أخرى في إبعاد الخطر عن مرماه. وللحد من الخطورة التي باتت تحملها محاولات فريق الرجاء الجادة، عمد فريق الوداد إلى الرد من خلال المرتدات الهجومية الخاطفة التي كانت ناجعة في إجهاض الهجومات السريعة للفريق الأخضر. وضد مجرى اللعب،وفي الوقت الذي كان فيه فريق الرجاء الأقرب إلى تسجيل هدف السبق، تمكن محسن ياجور من تسجيل هدف الامتياز في الدقيقة 30 . وأعطى هذا الهدف ، الذي اهتزت له المدرجات، شحنة معنوية قوية للعناصر الودادية التي أصبحت أكثر تحكما في الكرة وخلقت متاعب كبيرة لدفاع فريق الرجاء، الذي لم يستسلم وواصل محولاته لبلوغ معترك الحارس المياغري ، الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة لينتهي الشوط الأول بهدف للاشىء. وحافظ فريق الوداد منذ بداية الجولة الثانية على نهجه التكتيكي مع تعزيز الدفاع تفاديا لأية مفاجأة قد تأتي بها المرتدات الخاطفة لفريق الرجاء ، قبل أن يتلقى صفعة موجعة إثر إشهار الحكم خليل الرويسي الورقة الحمراء في وجه اللاعب جمال العليوي (د 51) لتلقيه إنذارين. ولم ينتظر فريق الرجاء طويلا واستغل النقص العددي للوداد وارتباك خطوطه لتسجيل هف التعادل (د 52) الذي جاء بواسطة حسن الطاير بعد أن نجح في هزم الحارس نادر لمياغري إثر ضربة خطأ نفذها بقوة في الزاوية 90 بعد ارتطام الكرة بالقائم. وبالرغم من النقص العددي، لم يستسلم فريق الوداد للضغط الذي حاول خط هجوم فريق الرجاء ممارسته على معتركه وظل يناور من كل الجهات ونجح في اختراق الدفاع وتهديد مرمى الحارس الجرموني، الذي كان في شبه راحة في أغلب فترات الجولة الثانية، في أكثر من مناسبة. وفي الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد أن لقاء الديربي بين الفريقين سينتهي بنتيجة التعادل، وهي نتيجة كانت ستكون منصفة للفريقين باعتبار المستوى الطيب والتنافس القوي الذي أبانا عنه، يأبى محسن ياجور إلا أن يهدي فريق الوداد فوزا مستحقا بتسجيله الهدف الثاني ضد فريقه السابق في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع (90+3). ولم يخلف الديربي ال109 الموعد وكان في مستوى تطلعات جماهير الفريقين الرجاوي والبيضاوي بصفة خاصة والجمهور الرياضي المغربي بصفة عامة، وكان التنافس الشريف والندية السمة الأبرز للكلاسيكو الافضل عربيا وإفريقيا والثامن عالميا . كما كان هذا الديربي مناسبة استعادت فيها المدرجات دفئها ولوحاتها الفلكلورية الجميلة، ورفعت اللافتات المعبرة وال"تيفويات" التي تفننت في حياكتها أنامل مغربية، ذلك أن نجاح الحدث مرتبط بجمهور عاشق للفرجة وراسم للإحتفالية بتناسق بديع.