"ديربي بارد.. أشبه مباراة ودية.. يبدو أن إدارتا الفريقين الوداد والرجاء اتفقتا مسبقا على نتيجة التعادل.. سمعت أن الوداد والرجاء اتفقا على اقتسام مداخيل المباراة" بهذه العبارات تساءل العشرات من عشاق ومحبي الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء، الذي يعد من الديربيات العشرة الأولى في العالم، بعد أن كان أداؤه التقني متواضعا وبعيدا عن المتوقع، وزكته النتيجة (1 – 1)، بلا غالب ولا مغلوب. انتهى الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء، ضمن الجولة 24 من الدوري الوطني الأول للنخبة في كرة القدم، دون مشاكل، ولم تتلق إدارة أي من الفريقين، وكذا المدربان، فخر الدين رجحي، وامحمد فاخر، أي سب أو شتم، عندما خرجت المباراة تحمل صفة لا غالب ولا مغلوب، باستثناء عبد إلاله أكرم، رئيس الوداد، الذي تلقى إليها سيلا من القذف والكلمات النابية من قبل الجماهير الرجاوية، التي أعلنت تدمرها من قرار إدارة الفريق الأحمر الزيادة في أثمنة تذاكر الديربي رقم 110، عبر شعارات ولافتات. وكان فريق الوداد سباقا للتسجيل عن طريق المدافع عبد الرحيم بنكوجان من ضربة رأس (الدقيقة 69)، فيما أدرك الرجاء التعادل بواسطة المهاجم حسن الطير من ضربة حرة مباشرة (الدقيقة 77)، علما أن الوداد كان قد فاز في مباراة الذهاب 2 -1. وأنهى الفريق الأحمر المباراة بعشرة لاعبين، إثر طرد لاعب الوسط سعيد فتاح في الدقيقة 73 لحصوله على إنذارين. وانطلق العرس الكروي في تمام الخامسة والنصف، وسط سيطرة أمنية محكمة، وبتنظيم أحسن، شيئا ما، من الديربيات السابقة، وبقيادة الحكم بوشعيب لحرش، المنتمي لعصبة الدارالبيضاء، في جو كروي كان يوحي بأن الأداء التقني سيكون ممتعا مثلما أمتعت الجماهير على مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس، بتشجيعاتها وب "التيفوات" المبهرة. وبسط فريق الوداد، الذي غاب عنه عدد من اللاعبين البارزين، أمثال أيت العريف، والعليوي، وأوندما، سيطرة ميدانية في الربع ساعة الأول من المباراة، وهدد مرمى الحارس طارق الجرموني، الذي جدد فيه المدرب فاخر الثقة، عوض ياسين الحظ، لكن ذلك التهديد لم يشكل خطورة كبيرة، رغم أن خط دفاع الرجاء كان في الدقائق الأولى مرتبكا، خاصة بين أولحاج وبلمعلم، إلا أنهما، ومع توالي الدقائق، عزفا على الوتر ذاته. وبرز أيوب سكومة كثيرا في الدقائق الأولى، منها محاولته الجيدة، إذ راوغ مدافعين، ودخل منطقة العمليات، لكنه فقد توازنه، وأهدر فرصة للتسجيل. ومع توالي الدقائق، بدأت الرجاء تضبط ساعتها، واستطاعت وضع حد لاندفاع زملاء نادر لمياغري، وبدت أول بوادر صحوة الفريق الأخضر، عندما وصل خط هجومه إلى مرمى الخصم في الدقيقة 26، إثر تمريرة الصواري نحو المهاجم بوشعيب المباركي، الذي أودع الكرة في الشباك، مسجلا هدفا لقي اعتراض الحكم لحرش، بدعوى تسلل. واعتبرت أبرز محاولة للرجاويين، خلال الشوط الأول، بواسطة قذفة قوية للمهاجم ياسين الصالحي (د 44)، بعد أن تلقى تمريرة من حسن الصواري، إلا أن الحارس نادر لمياغري كان في المكان المناسب، وأبعدها بشكل جميل. وعلى المنوال ذاته، حافظ الفريقان على إيقاعهما، وبدت محاولاتهما فاقدة للكثير من الجدية والتركيز. وفي الدقيقة 50، عاد ياسين الصالحي ليهدد مرمى نادر لمياغري مرة أخرى، عندما تلقى من زميله بوشعيب المباركي، الذي بنى هجوما منسقا من الجهة اليمنى، إلا أن تسديدة الصالحي لم تكن في المستوى، ووجدت، كذلك، الحارس الودادي في المكان المناسب. وعلى إثر ضربة ركنية نفذها المتحرك في خط الوسط، أحمد أجدو، من الجهة اليمنى، وصلت الكرة إلى المدافع عبد الرحيم بنكوجان، الذي لم يجد صعوبة في إيداعها برأسية في مرمى الجرموني في الدقيقة 69. وبعد خمس دقائق، أكمل فريق الوداد المباراة بعشرة لاعبين فقط، بعد طرد سعيد فتاح (د 74) لجمعه إنذارين، وهو طرد أثر على الفريق الأحمر، إذ مباشرة بعد ثلاث دقائق فقط، نجح فريق الرجاء في تعديل النتيجة، عبر قذفة حرة مباشرة للاعب حسن الطير، الذي عوض بوشعيب لمباركي. وأبقى التعادل الرجاء في المركز الثاني برصيد 42 نقطة من 23 مباراة، متأخرا بنقطة واحدة عن أولمبيك خريبكة، متصدر الترتيب، الذي لعب 24 مباراة، بينما ظل الوداد في المركز السادس برصيد 34 نقطة، علما أن الفريقين لهما مباراة مؤجلة واحدة.