فشل الرجاء الرياضي لكرة القدم في إرضاء أنصاره بإحراز أول فوز له في منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بعد سلسلة من النتائج السلبية، مكتفيا بتحقيق التعادل بدون أهداف في المباراة التي استضاف فيها أول أمس الأحد، منافسه نادي الهلال السوداني ضمن فعاليات الجولة السادسة والأخيرة من هذه المنافسات، ليحتل بذلك المركز الثامن والأخير في ترتيب الأندية المؤهلة إلى دور المجموعات، وينهي بذلك مشاركته في أغلى كأس للقارة السمراء بوجه لا يشرف بتاتا سمعة النادي. وأدى تعادل الرجاء مع الهلال إلى حجز الفريق السوداني بطاقة العبور إلى دور نصف النهائي، بعد احتلاله للمركز الثاني في المجموعة الأولى من منافسات عصبة الأبطال، بما أن القطن الكامروني تلقى هزيمة قاسية بهدفين دون رد في المواجهة، التي حل فيها في اليوم ذاته، ضيفا على نادي انيمبا النيجيري، متزعم هذه المجموعة، الذي سيواجه الوداد في دور نصف النهائي، فيما سيلتقي الهلال مع ضيفه الترجي التونسي. وكرست المباراة، التي جمعت الرجاء بالهلال، التواضع الملموس الذي بات يعرضه غالبية لاعبي الفريق البيضاوي في مراحل إقصائيات عصبة الأبطال، وفشلهم في تقديم الإضافة للفريق، إذ أضحى وجودهم ضمن قائمة الرجاء مصدر قلق لفعاليات النادي ومحبيه، خاصة أن هؤلاء لم تبق لديهم القدرة الكافية لبذل جهد يمكن الرجاء من استعادة قواه، ولعب أدوار طلائعية في البطولة الاحترافية، مما يدعو إلى استدراك الموقف قبل تفاقم الأزمة، بالحسم في موقف إبعادهم من التشكيلة الأساسية، ومنح الفرصة لعناصر بديلة بوسعها خلق أجواء ملائمة تعود على النادي بالنفع. وساهم انكماش المردود التقني لعناصر الرجاء في تضرر العائدات المادية للنادي، إذ حقق الفريق البيضاوي، في مباراته مع الهلال السوداني، مداخيل تثير الدهشة والقلق، حيث بلغت مداخي ل هذا اللقاء 3 ملايين سنتيم، بعدما أدى ثمن هذه التذاكر 986 متفرجا، إذ جرت هذه المواجهة أمام مدرجات فارغة، في غياب الجمعيات المساندة للفريق، والتي فضلت مقاطعة مباريات ناديها، تعبيرا عن استيائها من رداءة البذل الفني لغالبية لاعبي الرجاء، وانعدام روح المسؤولية. وخلص الجميع، من خلال التقييم التقني للقاء الرجاء والهلال، إلى أن الفريق الأخضر أضحى في مباريات كأس عصبة الأبطال، يفتقد لمقومات الأندية الكبرى، بما أن واقعه الفني سجل تراجعا مخيفا إلى درجة سيئة للغاية، مما أدى إلى ملامسة فوضى واضحة في المردود الجماعي لزملاء أمين الرباطي، وعدم انضباط العديد منهم فنيا، كما أن مباريات الرجاء في المنافسات الإفريقية كشفت عن تراجع كبير في اللياقة البدنية لكل لاعبي النادي. ويبدو أن استدراك أزمة الرجاء يلزم مسؤوليه بالتعاقد مع مدرب كفء وقادر على فرض الانضباط، وخلق فريق نموذجي يعيد الاطمئنان إلى فعاليات النادي وأنصاره، وهي جزئيات يرى الجميع أن بلوغها يستدعي خضوع الطاقم التقني لتغييرات جذرية واستبدال جميع أفراده، دون استثناء، بوجوه جديدة بوسعها أن تخلق حيوية أكثر، فضلا عن رسم رؤى فنية واسعة تؤدي إلى التخلص في دجنبر القادم من عناصر معينة، وما أكثرها، وذلك لترشيد النفقات واستغلالها في استقدام عناصر جاهزة لخوض منافسات كأس عصبة الأبطال القادمة بوجه يشرف الرجاء.