لم ينجح فريق «الوداد الرياضي» في الحسم في أمر حجزه مقعداً في دور نصف النهائي لمنافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، في المباراة التي استضاف فيها أول أمس الأحد منافسه «الأهلي»، المصري، عن الجولة الخامسة من منافسات أغلى الكؤوس الإفريقية. وفي الحصول في مركب محمد الخامس على بطاقة العبور بِغضّ النظر عن مباراته مع «مولودية الجزائر» يوم الجمعة القادم.إذ اكتفى «الوداد» باقتسام نقط هذه المواجهة مع «الأهلي» بتعادل حققه بهدف لمثله أمام خصم عنيد لم يأت إلى العاصمة الاقتصادية لأجل الاستسلام، في لقاء خلّد من خلاله أنصار الوداد الذكرى العاشرة لوفاة اللاعب بلخوجة، بتقديم لوحة «تيفو» فنية رائعة. وأدت عودة «الأهلي» بتعادل من قواعد «الوداد» إلى استعادة الأول آمالَه في بلوغ دور نصف النهائي، بما أن الهزيمة كانت تعني إقصاءه نهائيا من هذه المنافسات. وتتقوى نسبة تحقيق هذه الآمال لكونه سيخوض آخر لقاء له باستضافته فريق «الترجي»، التونسي، وفي العاصمة المصرية القاهرة، وعليه الفوز بهدفين دون رد إن أراد حجز هذه البطاقة، بينما وضعت نتيجة التعادل «الودادَ» أمام معادلة واحدة ترغمه على العودة بنقط لقائه مع «مولودية الجزائر»، وإلا تبخّرت كل آماله في الحصول على مقعد ضمن الأقوياء، لأن أي نتيجة غير ذلك وفوز «الأهلي» على «الترجي» يؤديان إلى إقصائه. وقد غلب على لقاء «الوداد» و«الأهلي» أسلوب تكتيكي صارم رسمه مدربا الفريقين، جعل من المواجهة فضاء للاندفاع القوي وتشديد الرقابة على عناصر الخطوط الأمامية للفريقين، تفاديا لوقوع أي هفوة بوسعها إرباك مرتكبها وخلط حساباته، مما أدى إلى حصر اللعب في وسط الميدان وفشل مساعي كل طرف في تشكيل ضغط قوي على دفاع الطرف الآخر، إذ لم يُفرز التقييم الفني للشوط الأول كثرة في المحاولات الهجومية، وكان الاستثناء هدف السبق، الذي أحرزه «الأهلي». لكنْ في الشوط الثاني، تغيّر الرسم التكتيكي ل«الوداد»، برفعه من وتيرة الضغط على دفاع «الأهلي» بحثا عن التعادل، وهو ما تأتى مبكرا لزملاء نادر لمياغري وساعدهم على استعادة الثقة وخلق متاعب كثيرة لدفاع زملاء أبو تريكة، كاد على إثرها الفريق البيضاوي يهزم «الأهلي» في مناسبات عدة، مستغلا حماس جماهيره وتراجع القدرة البدنية لعناصر الفريق المصري، رغم أن لاعبيه خاضوا الشوط الأول باقتصاد. وإذا كان «الوداد» في مواجهة الأحد ملزما ببذل جهد كبير لهزم «الأهلي» والحسم في أمر حجز مقعد في دور نصف النهائي، فإن لاعبي «الأهلي» خاضوا بدورهم مباراة بطولية، مقدّمين عروضا كروية طيبة، ذلك أن الصحافة المصرية اعتبرت المردود الفني ل«الأهلي» أفضلَ ما قدّمه لاعبوه في السنتين الماضيتين. كما أشاد المهتمّون بكرة القدم في أرض الكنانة بعودة النجم أبو تريكة إلى مستواه الطبيعي، والذي غادر الملعب تحت تصفيقات أنصار «الوداد»، حيث قدّم إضافة كبيرة لناديه في هذه المباراة، حيث ساد الارتياح لعمل الجهاز التقني ل»الأهلي»، بقيادة مانويل جوزي، والذي جمعه بأبو تريكة بعد نهاية المباراة حديث خاص للتنويه بالعرض الطيّب الذي قدّمه واستعادته مستواه الحقيقي ودعوته إلى التركيز رفقة زملائه على لقاء «الترجي». وفي ارتباط بالمباراة، بلغت مداخيل لقاء «الوداد» و«الأهلي» 147 مليون سنتيم و700 درهم، بعدما أدى ثمنَ التذاكر 27283 متفرجا من أصل 38 ألف تذكرة تم طبعها، دون احتساب أصحاب بطائق الاشتراك، ذلك أن سوء التنظيم حرَم بعض حاملي التذاكر من ولوج أبواب المركّب. إلا أن أعدادا كبيرة من الجمهور ولجت إلى المركب بالمجان، بتسلقهم الجدران المحيطة بالملعب، رغم أن المسؤولين عن التنظيم عمدوا إلى الزيادة في علو هذه الجدران بوضع سياج بأمتار إضافية للتصدي لظاهرة «التسلق». لكن هذا السياج تم إسقاطه من طرف يافعين وقاصرين، مما أدى إلى وقوع فوضى كادت تتطور معها الأوضاع، حينما استغل هؤلاء ذلك في رشق بعض رجال القوات المساعدة بالحجارة، كما لم تسلم منصة الصحافة من تبعات هذه الفوضى، بعدما تعذّر على ممثلي وسائل الإعلام أداء مهامّهم في أجواء ملائمة. كما أن بعض مقاعد هذه المنصة استغلتها وجوه لا علاقة لها بالصحافة، مصحوبة بأبناء صغار. كما شهدت المنصة الشرفية، بدورها، فوضى عارمة، خاصة بعد إحراز «الأهلي» هدفه الأول، والذي تبادل على إثره مشجّعوه مع بعض أنصار «الوداد» بعض الملاسنات التي كادت تتطور إلى الأسوأ لولا تدخل رجال الأمن لتهدئة الأوضاع.