أنجزت «التجاري للوساطة» مؤشر ثقة المستثمرين بالبورصة، لماذا؟ نعتقد أن هناك نقصا كبيرا في مؤشرات الثقة بالمغرب التي تلعب دورا كبيرا في التأثير على البورصة، حيث أصبحت لها أهمية كبرى خصوصا بعد أزمة الديون التي تعرفها العديد من الدول، وتؤثر بشكل كبير على تطور الأسواق المالية العالمية، أكثر من تأثير المؤشرات الاقتصادية الكمية كمؤشر النمو، وإذا أخذنا كمثال على ذلك المغرب، نجد أن الاقتصاد المغربي والشركات المدرجة بالبورصة حققت نتائج جيدة منذ بداية السنة رغم الظرفية العالمية الاقتصادية الراهنة، حيث حققت الشركات المدرجة بالبورصة مجتمعة نموا صافيا بحوالي 10 في المائة، والنمو الاقتصادي بالمغرب سيحقق هذه السنة 5 في المائة، لكن نجد أن هذه الأرقام الجيدة يقابلها تقهقر لمؤشر مازي، وبالتالي فهناك تناقض بين هذه الأرقام وسيكولوجية المستثمر، حيث لاحظنا أن المستثمر لا يأخذ بعين الاعتبار الأرقام التي تصدرها الشركات المدرجة أو الحكومة وبنك المغرب، بل المهم عنده هو تصوره للمستقبل، والذي يخص عدة جوانب منها السياسية والاقتصادية والجيوسياسية والميكرو والماكرو اقتصادية، فمن خلال تطور مؤشر مازي هذه السنة نلاحظ أن تصور المستثمرين ليس بالمتفائل، بل هو أقل تفاؤلا، ومن خلال كل ما سبق اعتبرت مؤسسة «التجاري للوساطة» أنه من الضروري تأسيس مؤشر الثقة بالنسبة للمستثمرين بالبورصة.
هل يخص هذا المؤشر جميع فئات المستثمرين بالسوق المالي؟ المؤشر يخص المستثمرين بالبورصة، سواء الأجانب أو المغاربة، الأفراد منهم والمؤسساتيون، وسيمكننا من قياس مستوى الثقة لدى المستثمرين بالسوق المالي، وذلك لتقييم تصوراتهم للمستقبل من مختلف الجوانب التي ذكرتها سابقا، حيث من الممكن أن تعلن الشركة المدرجة عن نتائج سنوية جيدة لكن تصور المستثمر للمستقبل ليس متفائلا، ويظن أن هذه الشركة ستجد صعوبات في المستقبل أو أنه متخوف من الوضع السياسي المحلي أو العالمي ومدى تداعياته على المغرب، ومن خلال تحليل أجوبة المستثمرين يمكننا إعطاء تقييم وتصور المستثمر للبورصة عبر أربع حالات، الأولى حالة التفاؤل ثم الاطمئنان والأمان أو حالة الانتظارية والتخوف من المستقبل، وهناك حالة التشاؤم، وهو ما سيمكننا من تحليل أوضح وواقعي لتطور «مازي» بالبورصة، وهذا المؤشر نقوم به كل 3 أشهر، ومن خلال نتائج شهر شتنبر التي توصلنا إليها تفضي إلى أن تصور المستثمرين للبورصة في المستقبل يمكن وصفها بالمترددة، فهم ليسوا بالمتفائلين ولا بالمتشائمين، بل ينتظرون أن يروا مؤشرات إيجابية في المستقبل.
ما هي العوامل السلبية التي تؤثر على نظرة المستثمرين بالبورصة في المستقبل؟ هناك ثلاثة عوامل، الأول ما يقع في العالم وفي الدول العربية من أحداث، حيث يعتقد المستثمر أن هذه الوضعية سوف تنقص من الاستثمارات بالسوق المالي، والعامل الثاني الأزمة العالمية، والتي لديها تأثيرات سيكولوجية، فالمستثمر عندما تكون هناك أزمة عالمية لا يستثمر في البورصات الصغيرة، بل يحاول أن يبقي على السيولة لديه، حيث يقبل على بيع أسهمه لينقص من المخاطر وكذا ليوازن محافظه الموزعة على أسهم رابحة وأخرى خاسرة، وثالثا هناك عدم الثقة في نمو البورصة حيث يعتقد 30 في المائة منهم أن النمو سيكون غير إيجابي والثلث الآخر يقول بالنمو العادي والثلث المتبقي نمو متباين، فليس هناك إجماع ، وبلغ مؤشر الثقة لشهر شتنبر 45.6 نقطة أي في خانة التردد .