منعت السلطات الولائية في مدينة القنيطرة مسيرة احتجاجية كان المئات من طلبة جامعة ابن طفيل يعتزمون تنفيذَها، في الأسبوع المنصرم، للمطالبة بالحق في السكن داخل الحي الجامعي «الساكنية» وللتنديد بسياسة التماطل التي تنهجها كل من الجامعة والوزارة الوصية في حل مشكل السكن الجامعي. وقد سخّرت السلطات القوات العمومية لمنع أي تحرك للطلبة، حيث فرضت عناصرها طوقا أمنيا على الحي الجامعي، كما انتشرت، بأعداد كبيرة، في محيط المنطقة، تحسُّباً لأي انفلات أمني، خاصة بعدما أصرّ الطلبة «الغاضبون» على مواصلة احتجاجاتهم إلى حين حل المشكل القائم الذي حرم العديد من الطالبات من الاستفادة من خدمات هذا المرفق. ودفع هذا الحصار البوليسي مجلس القاطنين إلى خوض اعتصام، رفقة ما يناهز 500 طالبة، أمام مقر الحي، مباشرة بعد إعلان الإدارة قبولها 144 طالبة فقط من السنة الثانية، عبر إجراء القرعة، وهو القرار الذي لم تستسغه الطالبات وأعضاء هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، نظرا إلى أن هذا العدد المُعلَن عنه لا يشكّل حتى ثلث المتقدمات لإجراء القرعة. وقد أجّج إصرار إدارة الحي على إجراء القرعة للاستفادة من السكن نار الغضب، من جديد، في أوساط الطلبة، لتتدخل قوات الأمن، في محاولة منها لتفريق جموع المحتجين عن محيط المؤسسة، مما أسفر عن إصابة العديد من الطلبة، من بينهم عضوان من مكتب الفرع، ويتعلق الأمر بالطالب أحمد العكباني، نائب الكاتب العام لمكتب الفرع، وبوشتى الفيلالي، المسؤول النقابي من داخل المكتب، اللذين نُقِلا، إثر ذلك، على متن سيارة إسعاف، إلى المركّب الاستشفائي «الإدريسي». وأعلن الكاتب العام لمجلس القاطنين عزمَ الجماهير الطلابية الاستمرار في الأشكال النضالية حتى تحقيق مطلب السكن للجميع وتوفير العدد الكافي من الأحياء الجامعية، القادرة على استيعاب الطلبة الوافدين على جامعة ابن طفيل، لاسيما أن الحي الجامعي «الساكنية» لا يستوعب سوى 1200 طالب وطالبة، ويلجون إليه عبر إجراء القرعة. وتجدر الإشارة إلى أن عملية إجراء التسجيل للسكن في الحي الجامعي تمرّ خلال أربعة أيام، يُخصَّص اليوم الأول لطالبات السنة الثالثة، واللواتي تم قبولهن جميعا هذه السنة طالما أن عددهن لم يتجاوز 38 طالبة، ويُخصَّص اليوم الثاني لطالبات السنة الثانية واليوم الثالث لطالبات السنة الأولى، بينما يُخصَّص اليوم الرابع لطلبة السنة الثالثة، على أساس أن القرعة تجرى فقط لطالبات السنة الأولى وطلبة السنة الثالثة.