قبل حوالي شهر ونصف على الانتخابات المقبلة اشتعلت حرب التزكيات داخل حزب الأصالة والمعاصرة بجهة الدارالبيضاء. وأوضحت مصادر مطلعة داخل الحزب أن مشادات كلامية عرفها اجتماع للجنة الجهوية للانتخابات بجهة الدارالبيضاء نظم أول أمس الأحد بأحد المنتجعات السياحية بكورنيش عين الذياب. وقررت اللجنة بعد النقاشات القوية التي عرفها الاجتماع تمديد فترة إيداع طلبات التزكية إلى حدود 28 من الشهر الجاري عوض يوم الجمعة الماضي، الذي كان مقررا كآخر أجل لوضع طلبات التزكية. وترأس الاجتماع الأمين الجهوي للحزب بجهة الدارالبيضاء بحضور الأمناء الإقليميين والمحليين وأعضاء المكتب الوطني القاطنين بجهة البيضاء. وأظهرت المعطيات المقدمة خلال الاجتماع أن جميع الدوائر والأقاليم التابعة لجهة البيضاء وضع فيها ترشيح واحد أو اثنان، باستثناء إقليم مديونة، الذي حقق الرقم القياسي لطلبات التزكية، إذ وضعت للمنافسة على تزكية الحزب الخاصة به 12 ترشيحا، مما يدل على أن الحزب مشتت داخل الإقليم المذكور، حسب مصادر حضرت الاجتماع. وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماع عرف ملاسنات بين أحمد بريجة النائب الأول لعمدة البيضاء، ومحمد منصر رئيس مجلس العمالة، اللذين يتنافسان بقوة حول تزكية الحزب للترشح بدائرة سيدي مومن. وأضافت المصادر ذاتها أن هذه الملاسنات وصلت إلى حد فتح ملفات قديمة، مما دفع الأمين الجهوي إلى مغادرة القاعة قبل نهاية اللقاء. وأكدت المصادر ذاتها أن محمد منصر هدد خلال الاجتماع بترك الحزب إذا استمرت الأمور على ما هي عليه. وتوقعت المصادر ذاتها أن تكون حرب التزكيات شديدة داخل جهة الدارالبيضاء نظرا للأسماء التي تتنافس للحصول على تزكية الحزب للترشح للانتخابات المقبلة. ومن جانبه، أوضح وحيد خوجة، الأمين الجهوي للحزب بجهة البيضاء، أن تمديد فترة إيداع التزكيات قرره المكتب الوطني للحزب بسبب عدم صدور التقطيع الانتخابي بعد، معتبرا أن النقاش والتدافع اللذين حصلا داخل الاجتماع المذكور إيجابي جدا ومن شأنه أن يدفع الحزب نحو المقاعد الأمامية. وطالب خوجة بممارسة الاختلاف بطريقة حضارية لأن لجنة الانتخابات داخل الحزب هي التي ستحسم في منح التزكيات اعتمادا على قراءة المسار السياسي للمتقدمين بطلبات الحصول على التزكية، إضافة إلى التزامهم السياسي والأخلاقي مع الساكنة وشعبيتهم وغيرها من المعايير الواضحة. وفي سياق متصل، طالب محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، فريق حزبه داخل مجلسي النواب والمستشارين بالتنسيق مع الفرق البرلمانية الحليفة التي تربط مع الحزب تحالفا. كما دعا بيد الله السبت الماضي خلال لقاء بمستشاري حزبه داخل الغرفتين بالرباط بالتنسيق بين الفريقين البرلمانيين والمكتب الوطني للحزب، سواء عبر قناة الأمانة العامة أو من خلال لجنة الشؤون البرلمانية. واعتبر بيد الله أن نتائج التحالفات السياسية، التي يقدم عليها حزبه من الضروري أن تجد ترجمة لها في العمل البرلماني لفريقيه المطوقين بواجب الانضباط لقرارات أجهزة الحزب، مضيفا أن هذه المرحلة تستلزم من الجميع احتراما أكبر لمقتضيات التعاقد الضمني.