مع انطلاق عملية توزيع مليون محفظة التي أعلن عنها الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب، بدت تطفو مجموعة من الصعوبات التي وجدها عدد من التلاميذ والتي تحول دون استفادتهم من هذه المبادرة الملكية. وتحدث عدد من الآباء وأولياء التلاميذ عن مجموعة من الخروقات التي تصاحب عملية التوزيع. فبنيابة مولاي رشيد بالدارالبيضاء تطابقت روايات هؤلاء الآباء على اقتصار بعض مدارس التعليم الابتدائي على توزيع المحفظات فارغة دون لوازمها الدراسية أو العكس. في حين اختار مسؤولو بعض المدارس ربط الاستفادة من مبادرة مليون محفظة بأداء وإجابات التسجيل للدخول المدرسي. ونفس الأمر تم رصده بكل من مدرسة الكندي الواقعة بجماعة أحصين ومدرسة بوشعيب الحريزي بسلا، حيث لم يستفد عدد من التلاميذ من المبادرة إلا بعد أن احتج أولياؤهم على مسؤولي المدرستين. وغدت عدد من المؤسسات التعليمية المدرجة في لوائح المستفيدين من هذه المبادرة قبلة للآباء وأولياء التلاميذ الذين تم حرمانهم من بعض اللوازم المدرسية أو كلها، حيث يتوجه هؤلاء إلى مدراء تلك المؤسسات قصد الاستفسار عن أسباب استثناء أبنائهم. وقد انيطت بالنيابات التعليمية مهمة التكفل بتوزيع هذه المحفظات على الأسر المعوزة في إطار خطة لمحاربة الهدر المدرسي. وعزا عز الدين الحافي، مدير الأكاديمية الجهوية للدار البيضاء، دواعي اللبس الذي وقع فيه عدد من الآباء وأولياء التلاميذ بخصوص هذه المسألة إلى تعدد المبادرات المتعلقة بعملية توزيع الكتب المدرسية على التلاميذ المحتاجين، موضحا، في تصريح ل»المساء»، أنه بالنسبة إلى الدارالبيضاء فعدد الأحياء التي ستستفيد من مبادرة مليون محفظة تم حصرها في 55 حيا بمختلف عمالات المدينة، مضيفا أنه تم، الجمعة الماضي، توزيع 240 ألف محفظة، في حين تم الشروع أمس الاثنين في عملية توزيع المقررات الدراسية. وكشف الحافي أن عملية توزيع المقررات الدراسية ستعرف نوعا من التأخر كنتيجة لعدم تمكن الموزعين من توفير 70 في المائة من الكمية المطلوبة، حيث مازالوا ينتظرون نسبة 30 في المائة المتبقية. وبخصوص حالات التجاوزات والتلاعبات الممكن أن تصاحب هذه العملية، أوضح الحافي أنه تم إحداث لجان مراقبة خاصة تشرف على هذه العملية تقوم بزيارات متوالية للمؤسسات المستهدفة، كما أن هناك العديد من الجمعيات والمتدخلين يراقبون هذه العملية عن كثب، وبالتالي فإن أي تلاعب في التوزيع سيتم التصدي له في الحين. واعتبر الحافي الشبهات والشكوك التي أثارها عدد من آباء وأولياء التلاميذ مصدرها الأساس هو عدد من المبادرات الأخرى التي يقف وراءها عدد المتبرعين الذين اعتادوا خلال السنوات السابقة توزيع اللوازم المدرسية على الأسر المعوزة. يذكر أن صفقة توفير لوازم مليون محفظة رست على 3 أسواق كبرى هي أسواق السلام وميترو ومرجان، بعد فتح طلب عروض وفق دفتر تحملات خاص، وتجاوزت قيمة هذه الصفقة 200 مليون درهم.