وصلت صادرات المغرب من المنتوجات الجلدية في السنة الفارطة إلى 3.14 مليارات درهم مقابل 2.94 مليار درهم في السنة التي قبلها. وأوضح محمد امعيز، رئيس الجامعة المغربية لصناعات الجلد، أن الأحذية تأتي في مقدمة صادرات القطاع ب 2.37 مليار درهم، مشيرا إلى أن أكثر من 55 في المائة من صادرات المنتوجات الجلدية يستوعبها السوقان الفرنسي والإسباني. وأكد محمد امعيز، خلال ندوة صحفية عقدتها الجامعة الجمعة الماضية بمناسبة معرض «ماركوير»، الذي ستحتضنه الدارالبيضاء بين 29 شتنبر الجاري وفاتح أكتوبر القادم، أنه رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وتأثيرها السلبي على صادرات البلدان المنافسة، تمكن المغرب من تحقيق نمو في قيمة صادرات المنتوجات الجلدية بلغ 6.8 في المائة في السنة الفارطة مقارنة بالسنة التي قبلها، علما أن القطاع عرف نموا برقمين قبل الأزمة. وخلال تقديم المعرض الذي سيشهد مشاركة أكثر من 140 عارضا، مغاربة وأجانب، تم التأكيد على أن الأزمة الاقتصادية تمثل فرصة بالنسبة للمغرب، بالنظر إلى تسارع مسلسل نقل نشاط بعض الشركات الأجنبية إلى بلد مثل المغرب والقرب الجغرافي من أوروبا وتراكم تقاليد راسخة في صناعة المنتوجات الجلدية بالمغرب، وتوفر البنيات التحتية واللوجستيكية واتفاقات التبادل الحر، التي أبرمها المغرب مع العديد من البلدان. وعانى المهنيون في القطاع في السنة الحالية من غلاء المادة الأولية، خاصة الجلود، التي وصلت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، لا سيما أن السوق المغربي لا يوفر جلودا بالجودة التي تستجيب لانتظارات المهنيين، الذين يشيرون إلى أن الحرص على توفير جلود بجودة تساهم في تنافسية المنتوج المغربي في السوق الخارجية سوف يحول دون اللجوء إلى الاستيراد. فضعف جودة الجلود التي توفرها المدابغ في المغرب تدفع المصنعين إلى استيراد حوالي مليار درهم من الجلود من الأسواق الخارجية، وهو ما يمثل ثلث رقم معاملات قطاع التصدير. وكانت دراسة أنجزت قبل حوالي سنة أكدت على ضرورة إعادة هيكلة مرحلة ما قبل الإنتاج من أجل تأمين المادة الأولية، التي تعتبر عاملا حاسما في تنافسية القطاع في الأسواق الخارجية، حيث ألحت الدراسة على ضرورة العناية بالأمراض التي تطال الجلود التي تستعمل في تصنيع الأحذية، والمنتوجات الجلدية، حيث لا يتم الانتباه إليها إلا في مرحلة متقدمة في معالجة الجلود، وتوصي الدراسة بإصلاح المجازر التي تمد المهنة بالجلود، عبر اعتماد مجازر ميكانيكية تتيح توفير جلود خالية من العيوب. ولا تتوقف الدراسة عند هذا الحد، بل تمتد إلى مرحلة معالجة الجلود، قبل الحفظ، خاصة عند تمليحها، وقبل ترتيبها حسب جودتها بما يستجيب لانتظارات المصنعين.