«هو أقرب إلى حي صفيحي من حي سكني محترم، مثلما كان متوقعا».. البرغوث والجرذان وحشرات غريبة أخرى أصبحت تتعايش إلى جانب السكان، بسبب انتشار الأزبال وغياب النظافة».. هذا هو الوصف الذي حاول به أحد ضحايا «الشعبي للإسكان»، وصف حال «إقامة الفجر» في سيدي البونوصي في الدارالبيضاء، بعدما قامت عشرات العائلات باقتحام شققها، رغم أن الشركة لم تُعطِهم الضوء الأخضر بعد، بسبب مشاكل في الرسم العقاري لهذه الشقق، ولم تحسم فيها المحكمة بعد لصالح شركة الشعبي للإسكان، وما زالت عمليات الاقتحام متواصلة إلى الآن، رغم انعدام الماء والكهرباء. وقد اضطرت العائلات إلى العيش في ظروف غير ملائمة يغيب فيها الماء والكهرباء، بل إن الإضاءة تغيب حتى في وسط الحي، مما جعله «يغرق» في ظلام دامس»، وهو ما فسح المجال أمام اللصوص والمنحرفين، الأمر الذي ساهم في انتشار عمليات النهب والسرقة داخله. وبهذا الخصوص يقول محمد البشيري، ممثل السكان: «لقد أصبح الوضع كارثيا ولا يحتمل المزيد من الانتظار، فالأزبال تغزو المكان وهو ما ساهم في انتشار الحشرات، وعلى رأسها البرغوث والجرذان، خاصة في ظل غياب الماء». وأضاف المصدر نفسه أن الاقتحام تم بعد أن تأخّرت عملية التسليم وتجاوزت التاريخ الذي كان محدَّدا لذلك، ولعدة مرات، وأن العديد من اللقاءات والحوارات والاجتماعات الطارئة أجريت بهذا الخصوص، دون أن يعرف المشكل طريقه إلى الحل. وأكد مصدر مسؤول من «الشعبي للإسكان» ل«المساء» أن كل ما يمكن أن يترتب عن الاقتحام يتحمل المقتحون للشقق المسؤولية فيه اعتبارا لكون ذلك تم رغم رفض الشركة، التي رفعت دعوى قضائية ضد هؤلاء، «وستقول المحكمة كلمتها»، علما، يضيف المصدر نفسه، أن المشكل كان قد شارف على الحل وأنه، إلى حدود الآن، ما زالت الشركة تعمل على إيجاد حلول عاجلة حتى يتم تسليم كل شقق المشروع إلى أصحابها، رغم التأخير الذي هو خارج عن إرادتها، حسب المصدر المذكور الذي أشار أيضا إلى أن المشكل قد عرف طريقه إلى الحل وأن هناك حوالي 500 أسرة تسلمت شققها كما أن هناك 2000 شقة جاهزة. وقد فضّلت الأسَر المتضررة الانتقال إلى شققها عوض الاستمرار في وضعية التشرد واللا استقرار التي تعانيها منذ تاريخ انخراطها في هذا المشروع، الذي كان «متعثرا» بسبب مشاكل مرتبطة بالعقار، يؤكد البشيري، ممثل السكان المتضررين. وأكد المصدر ذاته أن آخر وعد تلقّتْه العائلات هو أنها ستتسلم شققها في ال31 من مارس الماضي، وهو ما لم يتمَّ الالتزام به، مما دعاها إلى تنفيذ عديد من الوقفات الاحتجاجية واعتصام مفتوح، حيث نصبت خياما بلاستيكية في موقع المشروع احتجاجا على التأخير في التسليم الذي ترتّبتْ عنه مشاكل اجتماعية، بعد أن أصبحت الأسر المتضررة عاجزة عن تسديد السومة الكرائية بمبالغ باهظة، وللمطالبة بحل نهائي وشامل لهم وتسليمهم الشقق والقطع مع جميع الوعود «الكاذبة» التي تلقّوها من عدة جهات لما يزيد على السنة، والتي تميّزت بالحوارات وبالبحث عن سبل سلمية لحل المشكل.