كشفت الوثائق السرية للخارجية الأمريكية، المسرَّبة خلال الساعات القليلة الماضية على موقع «وكيليكس» الشهير، عن برقية سرية حُرِّرت إثر أول لقاء خاص غيرِ معلن عنه جمع فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش عن حزب الأصالة والمعاصرة، مع السفير الأمريكي صامويل كابلان، بحضور القنصل العام الأمريكي في الدارالبيضاء. وأشارت برقية السفارة الأمريكية في الرباط إلى أن لقاء السفير الأمريكي كابلان مع عمدة مراكش، المنصوري، جرى بتاريخ 27 يناير 2010 وكان برغبة من السفير الأمريكي ليطّلع عن قرب على شخصية عمدة «البام»، التي تُسيّر المدينة الحمراء، ونقلت البرقية السرية للسفارة الأمريكية بهذا الخصوص أن العمدة المنصوري اغتنمت لقاءها بالسفير الأمريكي لعرض أهم مشاريعها الخاصة في مدينة مراكش. وجاء في برقية السفير الأمريكي في المغرب إلى خارجية بلاده في واشنطن أن «العمدة المنصوري كانت جد حريصة خلال لقائها به على طمأنة الأمريكيين من جانب تعلقها الشخصي بالنموذج الأمريكي وإعجابها به»، وكشفت البرقية ذاتُها عن العمدة المنصوري قولها: «تنتابني رغبات ونزوعات قوية للعودة إلى نيويورك كلّما طاردتني مشاكل البلدية من حولي»، حسب تعبيرها. وأوردت البرقية السرية للسفارة الأمريكية في الرباط، في السياق ذاته، عن لقاء سفيرها مع عمدة المدينة الحمراء، شكوى المنصوري مما أسمته «الفوارق الاجتماعية في مراكش»، مضيفة في عرضها أمام السفير كابلان أن هنالك 28 ألف عائلة في المدينة الحمراء تعيش بدون ماء ولا كهرباء، على مقربة من المراكز الفندقية والمطاعم. وعن حزبها المثير للجدل، الأصالة والمعاصرة، قالت المنصوري أمام السفير الأمريكي، حسب وثائق «ويكيلكس»، إنه «حزب عصري يضع نصب أعينه إشكاليات التنمية، مع نظرة ليبرالية إلى شؤون الاقتصاد»، وفق تعبيرها.