هدد أهالي جماعتي تسكدلت وهيلالة، بضواحي اشتوكة ايت باها، بنقل احتجاجهم إلى عمالة الإقليم بعد تنامي ما أسموه «هجوم» الرعاة الرحل على أراضيهم الزراعية، و«عجز» السلطات المحلية عن القيام بأي مبادرة لحماية ممتلكاتهم. وقال عدد من الأهالي، في إفاداتهم ل«المساء»، إنهم لم يعودوا «يحتملون اعتداءات الرحل المتكررة، خاصة بعد أن شرع هؤلاء في تخريب ممتلكاتهم الخاصة ك«المطافي المائية»، وإتلاف محاصيل ثمار الصبار وأشجار الأركان، التي تعد المصدر الوحيد لعيش ساكنة المنطقة. وأضاف عدد من ساكنة تاسيلا، أن قطعان الإبل «أضحت تأتي على الأخضر واليابس، بعد أن عمد الرحل إلى تركها تقتات داخل أملاكهم الزراعية بطريقة عشوائية». واستطرد الأهالي أنفسهم أنه ورغم إشعار السلطات المحلية بالمنطقة، وكذا تقديم العديد من الشكايات في هذا الإطار إلى مسؤولي عمالة الإقليم، غير أن هجومات الرحل باتت تتكرر بين الفينة والأخرى على ممتلكاتهم العينية، دون أن يتم أي تدخل من طرف الجهات المعنية، وما زاد الطين بلة، تضيف المصادر نفسها، هو العنف الذي يقابل به الأهالي من طرف بعض الرحل الذين يحملون بمعيتهم بعض الأسلحة البيضاء لاستعمالها ضد الأهالي، وقد يصل بهم الأمر إلى حد إطلاق الرصاص في الهواء في حالة منعهم من الرعي داخل أراضيهم قصد زرع الخوف والرعب في نفوس الأهالي. وما يزيد في حماسة هؤلاء الرعاة هو ادعاؤهم أن قطعان الإبل هي في ملكية شخصيات نافذة من أصول صحراوية. وذكرت مصادر «المساء» أن اجتماعا طارئا عقد مؤخرا بمقر دائرة ايت باها، حضره ممثل أزيد من اثنتين وعشرين جمعية مدنية، من ضمنها جمعية محميات الأركان والمحيط الإيكولوجي تنسيقية اشتوكة ايت باها وممثلو السلطات المحلية، وقد تمت خلال هذا اللقاء مناقشة التداعيات الأخيرة لهجومات الرحل على ممتلكات الأهالي والتداعيات السلبية لذلك على ساكنة المنطقة، كما اقترح المتدخلون بعض الحلول الرامية إلى الحد من هجمات الرحل على ممتلكات الأهالي. وقد أسفر الاجتماع عن دعوة الفاعلين الجمعويين إلى اجتماع مماثل بمقر عمالة الإقليم بعد نهاية شهر رمضان، غير أن عددا من المتتبعين للشأن المحلي لم يروا في مثل هاته الاجتماعات سوى نوع من «المماطلة» و»التسويف» لمطلب الأهالي في إيجاد حلول عاجلة لمشكل الرعاة الرحل، حسب وصفهم. يشار إلى أن مواجهات استعملت فيها الحجارة والعصي، قبل أيام، بين أهالي دوار إفرياضن بجماعة تسكدلت، ومجموعة من الرعاة الرحل كانوا بصدد العبور وسط أملاك الأهالي، وقد تأججت المواجهات بين الطرفين، بعد أن رفض الأهالي عبور الرحل وسط أملاكهم الزراعية، وهو ما جعلهم يدخلون في مشادات كلامية ومشاحنات انتهت بالتراشق بالحجارة واستعمال العصي والهراوات، أصيب على إثرها أربعة أشخاص بجروح متفاوتة من ضمنهم أحد الرحل، كما تضررت سيارة خاصة تعود ملكيتها لأحد الأهالي كانت مركونة وسط الدوار.