ما زالت تداعيات تعيين مدراء جهويين للصحة ترخي بظلالها على السير العام للعديد من المندوبيات بوزارة الصحة. وذكرت مصادر مطلعة أن حوالي 10 مندوبيات تعيش «فراغا» إداريا بعدما أقدمت وزيرة الصحة ياسمينة بادو على تعيين المسؤولين بهذه المندوبيات في مناصب مدراء جهويين للوزارة، مما أثر بشكل سلبي على السير العام للعديد من المرافق الصحية. وكشفت مصادر بوزارة الصحة أن هذه التعيينات، التي تمت في آخر لحظة، كانت لها تبعات سلبية بعدة مندوبيات للوزارة، من قبيل مندوبية بركان، التي عين المسؤول الأول بها مديرا جهويا للجهة الشرقية، وكذا مندوبية مكناس، بعدما عين المندوب بها مديرا جهويا لجهة الغرب الشراردة أو مندوب أكادير المسؤول المحلي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الدراع النقابي لحزب الوزيرة، الذي أسندت إليه مهمة المدير الجهوي للوزارة بجهة سوس ماسة درعة. وبمجرد تعيين المدراء الجهويين الجدد، برزت «ظاهرة» إحداث «دواوين» المدراء الجهويين الجدد، حيث عمد هؤلاء إلى نقل أطقم إدارية بكاملها من المندوبيات التي كانوا على رأسها ليشغلوا مهاما في «دواوينهم»، ما ساهم في نقص حاد في الأطر الكفأة . وأوضحت المصادر نفسها أن تعيين مدراء جهويين والتأخر الحاصل لحد الآن في الإعلان عن لائحة المناديب الجدد، أثرا بشكل سلبي في المنظومة الصحية، فزيادة على الانتقادات الكبرى التي وجهت إليها، فقد ساهمت في تعطيل مصالح الموظفين، الراغبين في الحصول على رخص العطل السنوية أو توقيع مجموعة من الوثائق الإدارية المتعلقة بتسجيل أبنائهم في المؤسسات التعليمية. كما أن مجموعة من المندوبيات مقبلة على تنظيم عملية الدخول المدرسي لمعاهد التأهيل الصحي، التابعة لوزارة الصحة، ما يفرض عدة إجراءات مصاحبة (المصادقة على اللوائح، تنظيم امتحانات الدخول) لهذه العملية التي تتطلب توقيع المندوب بالإقليم. على صعيد آخر، رصدت مصادر نقابية، أزيد من 30 انتقالا على الصعيد الوطني تمت في الأيام القليلة الماضية وتمت بشكل سري دون أن يتم الإعلان عنها. وكانت وزيرة الصحة ياسمينة بادو، قد أقدمت على تعيين عشرة مديرين جهويين جدد بكل من الدارالبيضاء وجهة مراكش تانسيفت الحوز وسوس ماسة درعة وجهة الغرب الشراردة، كما عينت مديرا جهويا بالشاوية ورديغة، إضافة إلى المدير الجهوي لوجدة أنجاد.