مرة أخرى، وللسنة الرابعة على التوالي، عرفت مراسيم تأدية شعائر عيد الفطر المبارك بمدينة سبتة انقساما خطيرا ينذر بانفجار كبير بسبب التوتر القائم بين طائفتين متصارعتين. فقد أدى مغاربة مدينة سبة، يوم الجمعة الماضي، صلاة العيد منقسمين بين من صلى في «ساحة لوما مارغاريتا» حيث احتشد حوالي 2500 مصل من التابعين لاتحاد الجمعيات الإسلامية الإسبانية، حسب الأرقام الرسمية الإسبانية، وحوالي 500 من المصلين بجوار مسجد سيدي مبارك من الموالين لمحمد حامد علي، رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية. وعرفت صلاة العيد لهذه السنة اهتماما ملحوظا من طرف السلطات الإسبانية ووسائل الإعلام المقربة منها، حيث حضر مراسيم صلاة العيد عدد كبير من المسؤولين الإسبان، على رأسهم رئيس الحكومة المحلية، خوان فيفاس، ومندوب الحكومة الإسبانية خوان فيرنانديث تشاكون، وعدد من البرلمانيين المحليين بالمدينةالمحتلة. فيما اعتبر رئيس الاتحاد، العربي علال متعيش، أن «مراسيم صلاة العيد لهذه السنة كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث عدد المسلمين الذين أدوا شعائر صلاة عيد الفطر في المصلى التي أعدها الاتحاد، أو من حيث الأجواء الاحتفالية والاهتمام الإعلامي، بالرغم من جهود أولئك الذين يبحثون عن التفرقة» بين المسلمين. وتعرف مدينة سبتة صراعا محتدما بين تيارين يتنافسان مند سنوات للسيطرة على مساجد المدينة، أحدهما تابع للمغرب وللمذهب السني المالكي، ويستوحي توجيهاته من وزارة الأوقاف المغربية ومندوبيتها بعمالة المضيق الفنيدق، على اعتبار أن السكان المسلمين المقيمين في سبتة هم مغاربة وأتباع مذهبه الرسمي، والآخر تابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية. وتمكن المنظمون لصلاة هذه السنة من إقناع السلطات المحلية بسبتة من سحب الأعلام الإسبانية التي كانت قد نصبت حول المصلى على غرار السنتين الماضيتين وتعويضها بلافتات تحمل اسم وشعار اتحاد الهيئات الإسلامية بالمدينة، وشعارات الثلاثين جمعية المكونة للاتحاد، تفاديا لإحراج مغاربة سبتة المتشبثين بمغربية المدينة وعودتها إلى السيادة المغربية. وسبق لمتعيش، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية الإسبانية، أن أكد في تصريحات صحفية أنه «عكس ما يروج عن بعض عناصر «الاستخبارات المغربية من سبتة» فإنه فخور بإمارة المؤمنين ويعتز بها، مضيفا أنه يعتز كثيرا بالحرية الدينية المتوفرة في المغرب، والتي لا توجد في أي دولة إفريقية، بل حتى في الخليج العربي.