في سابقة خطيرة، اعتبرت مؤشرا خطيرا، ينم عما تخفيه الأيام المقبلة من تطورات بمدينة سبتةالمحتلة، أقدم مجهولون على إضرام النار، برش غاز قابل للاشتعال، في الجهة الخلفية لمصلى العيد.مصلى جمعية الهلال الأبيض الذي جرى الدعاء فيه لأمير المؤمنين الذي أقامه المغاربة السبتيون، الموالون لإمارة المؤمنين، الرافضون للصلاة خلف أي داعية أو إمام، لا تعينه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وفطن الوافدون على المصلى، الذي أقيم بالقرب من مقر جمعية الهلال الأبيض، للحريق الذي لم تلتهم نيرانه سوى بضعة أمتار محدودة، بفضل السيطرة عليه من قبل بعض المصلين، إلا أن ذلك تسبب في شيوع موجة من الهلع والخوف، وسط عموم المغاربة الراغبين في الصلاة بهذا المصلى، ما أثر بشكل واضح على عدد مصليه، الذين فضل العديد منهم البقاء في بيته، فيما أصر إمام مسجد سيدي امبارك، وهو رجل تعليم سابق بإحدى المؤسسات التربوية المغربية بتطوان، الذي ما يزال يتقاضى راتب التقاعد من خزينة الدولة المغربية، بعدما تلقى أوامر بذلك من الحزب الشعبي، الذي تتهمه جماعة مسلمي سبتة، باعتماد المساجد فضاء للدعاية الانتخابية، (أصر) على تحدي قرار نظارة الأوقاف المغربية، التي أبرقت في إحدى مذكراتها لفقهاء ووعاظ المدينةالمحتلة، قرارا يقضي بأداء صلاة العيد في مصلى جمعية الهلال الأبيض، بهدف جر عدد من المصلين للصلاة بمسجد سيدي امبارك، الملتصق بمصلى العيد، للحيلولة دون تأدية عدد من المغاربة للصلاة، وفقا لطقوس نظارة الأوقاف. ويعد هذا الفقيه، الذي سبق له أن قبل العلم الإسباني، إلى جانب إحدى بناته، من أبرز النشطاء داخل الحزب الشعبي بالمدينةالمحتلة. كما سبق لفيفاس، المنتمي إلى الحزب نفسه، ورئيس المدينة حاليا، أن قلده وساما خاصا اعترافا له بالخدمات، التي يقدمها للحزب الشعبي. مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة، بادرت حكومة المدينةالمحتلة، إلى تقديم إحصائيات بشأن تعداد المصلين، الذين توافدوا على المصليين اللذين أقيما لصلاة العيد. وفيما قالت إن تعدادهم وصل 1500 مصل بالمصلى، الذي يشرف عليه أنصار الدعوة والتبليغ، المدعمين من قبل الحزب الشعبي، المتوجون لصلاتهم بتقديم تهاني العيد لفريق من الحزب الشعبي، يقودهم الرئيس فيفاس ونائبه كورديو، زعمت أن عدد المصلين بمصلى جمعية الهلال الأبيض لم يتعد 500 مصل، في محاولة لتقزيم قوة وجود أنصار إمارة المؤمنين بسبتة، وهو ما يبرر إصرار الحزب الشعبي على تأدية الصلاة في مسجد سيدي امبارك الملتصق بمصلى الهلال الأبيض، ويكشف طبيعة الجهة، التي حاولت إضرام النار في هذا المصلى. ووفقا لصدر الدين سالم، مندوب فيدرالية مسلمي إسبانيابسبتةالمحتلة، فإن تعداد المصلين بمصلى الهلال الأبيض تخطى عتبه الألف، نظير عدد من المصلين، الذين اضطروا إلى عدم الحضور إلى المصلى، خوفا من بطش أنصار الدعوة والتبليغ، وكذا حادث الحريق الذي انتشر بين العامة من الناس بسرعة صاروخية، إضافة إلى أن العديد من المصلين اعتقدوا أن مسجد سيدي امبارك، الذي يوجد تحته مقر جمعية الهلال الأبيض، ستقام به الصلاة، وفقا لطقوس نظارة الأوقاف، فأدوا الصلاة خطأ به. بخلاف ذلك، تراجع عدد المصلين بمصلى الدعوة والتبليغ بنحو أكثر من 50 بالمائة، إذ انتقل من نحو 3000 مصل السنة الماضية، إلى نحو 1500 مصل خلال هذا العيد، في أول تحرك لنظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد تأسيس المجلس العلمي لعمالة المضيق الفنيدق.