أغرقت عاصفة رعدية عددا من الأحياء في مدينة خنيفرة، مساء أول أمس الأربعاء، في الوحل، وغمرت المياه العشرات من المنازل. ولم تتمكن جل الأسر القاطنة في وسط المدينة من تناول فطورها داخل منازلها بسبب هذه الفيضانات التي جرفت الأثاث، وأتت حتى على موائد الإفطار التي كانت هذه الأسر تعدها، قبل أن تفاجئها هذه العاصفة الرعدية. وقالت المصادر إن ما لا يقل عن 150 منزلا في المدينة غمرتها المياه، وتعرضت لأضرار وصفت بالكبيرة. وانهارت أجزاء من منزلين. وتناقلت المصادر فقدان سيدة يرجح أن مياه الفيضانات قد جرفتها. وعرفت حركة السير بالمدينة تعطلا بسبب انسداد جل الطرق والشوارع بالمياه والأوحال. وأعادت هذه الفيضانات، التي ضربت كلا من شارعي محمد الخامس والمسيرة، وكلا من حي حمرية وتعلالين والحسن الثاني وعلي بوشتى، ما سبق أن عاشته المدينة من أضرار بسبب فيضانات سابقة، دون أن تتحرك السلطات من أجل اتخاذ إجراءات وقائية تمنع مياه الفيضانات من إغراق أحياء المدينة التي تعاني، حسب الساكنة، من ضعف البنيات التحتية، وعدم قدرتها على «استيعاب» ما تعرفه المنطقة، بين الفينة والأخرى، من تساقطات. وقضت عناصر الوقاية المدنية جزءا كبيرا من ليلة أول أمس الأربعاء في القيام بعمليات شفط المياه وإزالة الأوحال من المناطق التي غمرتها. ووجدت صعوبات بالغة في «إفراغ» قنوات صرف المياه في الشوارع بسبب «اختناقها»، وتحولها، بدورها، إلى فيضانات «مكملة». وتجاور مدينة خنيفرة واد أم الربيع، وهو من أكبر الوديان في المغرب. وعادة ما تؤدي التساقطات المطرية إلى فيضانات «تغرق» المنطقة. وخلفت فيضانات شهر فبراير من السنة الماضية وفاة سيدتين جرفتهما المياه في الجماعة القروية مولاي بوعزة، بعدما كانتا تحاولان إنقاذ ماشيتهما من الضياع. كما خلفت تساقطات السنة الماضية انهيار عدد من المنازل الطينية في جماعة إيتزر القروية، وأجبرت الأسر على السكن في محلات تجارية بسوق «نموذجي» معطل. ولم يتم اتخاذ أي إجراءات لإعادة إيواء هذه الأسر.