ندد سكان مقاطعة السواني في طنجة بما وصفوه ب«ارتفاع عدد المقاهي التي تستهلك فيها المخدرات مقابل إغلاق عدد من المساجد التي يبقى دورها مهما لتهذيب النفوس، خاصة في هذا الشهر الفضيل». وأضاف بعض السكان أن الظاهرة خلفت جوا من القلق والتوتر، بسبب ما أقدم عليه مسؤولون من خلال تشجيع هذه المقاهي وإغلاق المساجد بدعوى الإصلاح. وأضاف السكان أنفسهم في تصريحات ل«المساء» أنه في مختلف مناطق السواني وكاسبراطا انتشرت ظاهرة فتح مقاه يرتادها مدخنو الحشيش وأصحاب السوابق دون أن تتدخل الجهات المعنية لمواجهة الظاهرة. وسجلت بحي «بوخشخاش» في السواني العديد من المظاهرات المناهضة التي نظمها السكان حيث احتجوا أمام مسجد الأزهر الذي تم إغلاقه منذ أزيد من عام بدعوى الإصلاحات، وطالبوا بفتحه فورا للصلاة، خصوصا مع ارتفاع عدد مرتادي المساجد في شهر رمضان. وأكد بعض السكان أن الإصلاحات التي كان من المتوقع أن تنتهي في وقت وجيز دامت أشهرا طويلة والمسجد مغلق ودون أن تبدأ فيه الإصلاحات مما جعل شكوك السكان تتصاعد، وصار الجميع يتساءلون حول الدوافع الحقيقية لإغلاق المسجد، خصوصا وأنه موجود في حي شعبي تسجل به كثافة سكانية عالية. وبما أن إغلاق مسجد الأزهر تم قبل بداية رمضان الماضي، فإن استمرار إغلاقه حتى رمضان الحالي اعتبره السكان أمرا غير مقبول، حيث قرروا في أول أيام رمضان دخوله لأداء الصلاة به، على الرغم من كل التهديدات التي تلقوها من طرف بعض أعوان السلطة، حسب تصريح بعضهم. وتحول إغلاق مسجد الأزهر إلى مشكل حقيقي يؤرق السكان، باعتباره الوحيد في منطقتهم، وأنه في ظل إغلاقه يصبحون مضطرين للبحث عن مساجد بعيدة لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح، وهو ما دفع شباب المنطقة إلى الدعوة عبر صفحات «فايسبوك» للتكتل من أجل إعادة فتح مسجد الأزهر، وتذكير السلطات والجماعات المنتخبة بالحيف الذي طال هذا المسجد الذي أغلق من أجل الإصلاح فتحول الإغلاق المؤقت إلى إغلاق دائم. وبالمقابل، ندد سكان مقاطعة السواني بما تعرفه منطقتهم من استفحال ظاهرة فتح مقاه تستهلك بها أنواع عدة من المخدرات التي صاروا يطلقون عليها اسم «المقاهي الهولندية»، والتي يمكن لزبنائها تدخين المخدرات أمام الملأ على الطريقة الهولندية. كما استنكر السكان الحملات المحتشمة التي تكون فقط في مناسبات محدودة مما يفسح المجال أمام عدة اختلالات موازية، ومن بينها انتشار ظواهر أخرى منها انتشار الأزبال أمام أبواب المنازل والعمارات، كما أن الروائح المنبعثة عن المخدرات تصل إلى داخل المنازل. كما أن كل الشكايات التي توصل بها رئيس مقاطعة السواني لم تعط أكلها في هذا الاتجاه، وبالتالي ظل الوضع على ما هو عليه وظلت شكاياتهم بلا رد.