كشف مصدر اتحادي ل«المساء» عن اتصالات وتدخلات جرت من أعلى المستويات في القصر، من أجل تطويق الأزمة التي يعيشها الحزب، وإنجاح مؤتمره الثامن، وقال المصدر: «لم يقتصر الأمر فقط على بعث إشارات إلى الاتحاد مثل التكفل بجنازة كل من بن يحيى والفرقاني، وحضور مستشاري الملك للجنازتين، بل وقعت اتصالات من طرف شخصيات كبيرة». ولم يكشف المصدر عن الشخصيات التي ربطت الاتصال بالحزب، لكنه قال: «كانت الرسالة واضحة بأن حزب الاتحاد الاشتراكي ليس فقط ملكا للاتحاديين، إنما هو ملك للمغرب، وأنه لابد من إنجاح المؤتمر، لأن انهيار الحزب من شأنه أن يؤثر على الوضع السياسي». وقال المصدر إن هذه المواقف «كشفت زيف ادعاءات بعض الاتحاديين الذين روجوا أن الاتحاد مستهدف من طرف الدولة»، في إشارة إلى تصريحات سبق أن أدلى بها إدريس لشكر عضو المكتب السياسي. ويخشى بعض الاتحاديين من أن تفهم الاتصالات التي باشرتها جهات عليا لتشجيع الحزب على التوافق، على أنها «تدخل في شؤون الحزب الداخلية وتتخذ ذريعة لتعطيل الإصلاحات داخله». ومن جهة أخرى، اتضحت صورة الصيغة التوافقية النهائية التي توصل إليها المكتب السياسي للاتحاد، حيث سيتم انتخاب الكاتب الأول مباشرة من المؤتمر، في حين سيتم انتخاب أعضاء المكتب السياسي ضمن اللائحة الوطنية للمجلس الوطني، وسيكون المرشحون للمكتب الذين يرتبون في المراتب ال22 الأولى بمثابة أعضاء في قيادة الحزب المقبلة. وأكدت مصادر اتحادية ل«المساء» أن الاجتماع المقبل للمكتب السياسي سيكون ساخنا، خاصة بخصوص التدقيق في بعض الإجراءات التنظيمية الواردة في المقرر التنظيمي للجنة التحضيرية، وقالت المصادر: «يظهر أن هناك إجماعا لدى المكتب السياسي على التراجع عن مقترحات اللجنة التحضيرية القاضية بتجديد ثلثي المكتب السياسي القديم، وخلق هيكلة للمجلس الوطني»، وأضاف المصدر: «المكتب السياسي يتخوف من هيكلة المجلس الوطني، حتى لا تكون هناك مؤسسة قوية موازية له»، وأضاف أيضا: «في حالة عدم اعتماد تجديد ثلثي القيادة، فمعنى ذلك عودة الوجوه القديمة إلى القيادة وتفويت الفرصة على الحزب للتجديد والإصلاح».