أحيل ثمانية معتقلين من معطلي اليوسفية، يوم الجمعة الماضي، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في آسفي بعد أن وجهت إليهم تهم التجمهر المسلح وتعريض ممتلكات عمومية للتخريب والضرب والجرح وتوقيف وتخريب القطار إثر عملية تراشق بالحجارة مع قوات الأمن يوم الأربعاء الماضي، كل حسب المنسوب إليه، في الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح 11 معتقلا، من أصل 19 معتقلا، على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة يوم الأربعاء الماضي، وستنطلق أولى جلسات المحاكمة يوم الخميس المقبل. ودعت حركة 20 فبراير، صباح أول أمس السبت، في وقفة لها أمام المسجد العتيق في اليوسفية، إلى إطلاق سراح المعتقلين الذين يوجد من بينهم ثلاثة من أكثر عناصرها نشاطا. واعتقلت السلطات الأمنية في اليوسفية، يوم الأربعاء الماضي، 19 من المعطلين الغاضبين في المدينة بعدما فشلت السلطات المسؤولة في إقناع المعطلين، الذين احتلوا جزءا من السكة الحديدية، بإخلائها، في إطار احتجاجات قاموا بها في مواقع مختلفة انتهت بالاعتصام في وسط السكة الحديدية، تنديدا بما اعتبروه «إقصاء لهم من الإدماج» في المكتب الشريف للفوسفاط، معتبرين أن عرض المكتب المتعلق بالتكوين «مضيعة للوقت». وقد استمرت تلك الاحتجاجات والمواجهات حتى ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء الخميس الماضيين، للمطالبة بإطلاق سراح من تم اعتقالهم. وأكدت مصادر من المدينة أن مواجهات اندلعت بين المعطلين وقوات الأمن عندما رفض المحتجون إنهاء حركتهم الاحتجاجية، حيث احتجوا في البداية مدة أمام مقر العمالة وتوجهوا بعد ذلك نحو السكة الحديدية في قنطرة حي الراية ليعتصموا بها، وهو ما دفع السلطات المحلية وبعض رجال الشرطة إلى محاولة إقناع المحتجين، سلميا، بفك الاعتصام، غير أن المحتجين تشبثوا بالاستمرار، وهو ما ترتبت عنه مناوشات بين الشباب المعطل ورجال الأمن انتهت بتوقيف أحد المعطلين والتوجه به نحو مخفر الشرطة، حيث تم بعد ذلك الضغط على المعطلين لإخلاء خط السكة الحديدية بعدما تدخلت فرقة للتدخل السريع، وهو ما نتج عنه اعتقال معطل ثان، مما جعل معطلي المدينة يقررون، إلى جانب معطلين من جماعة الكنتور، التوجه نحو مقر الشرطة في اليوسفية والاحتجاج أمامها والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وأضافت المصادر نفسها أنه، خلال الاحتجاج، ازدادت حدة المواجهات بين المحتجين ورجال الشرطة ووصلت إلى حد التراشق بالحجارة، حيث سجلت في أحياء المدينة مطاردات للشباب المحتج وتبادل للرشق بالحجارة، خصوصا في ممر السكة الحديدية بعدما تمت تفرقتهم وسط الأحياء. وقد أسفرت المواجهات أيضا عن خسائر مادية، حيث تعرضت بعض سيارات الأجرة القريبة من السكة الحديدية إلى كسر زجاجها، كما سجلت بها الكثير من الأضرار الأخرى، بالإضافة إلى إصابة طفل صغير وصفت ب»البليغة» نتيجة تليقه ضربة بحجر طائش. وانتهت المطاردة باعتقال حوالي تسعة عشر محتجا، وهو ما دفع جمعية حملة الشهادات المعطلين في المغرب إلى الاحتجاج في الساعة العاشرة ليلا أمام المحكمة الابتدائية في اليوسفية تنديدا بالاعتقالات في صفوف المعطلين قبل أن يتوجه معطلو الجمعية نحو مخفر الشرطة في الحادية عشرة ليلا مدعومين بعدد كبير من المواطنين، وهو ما أدى من جديد إلى تبادل الحجارة والمواجهة من جديد بين قوات الأمن وبعض المحتجين الذين طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين.