تعرض الرجاء لهزيمة قاسية بهدفين دون مقابل في المباراة التي حل فيها، يوم السبت المنصرم، ضيفا على نادي انيمبا النيجيري ضمن فعاليات الجولة الثالثة من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، ليعود بذلك لاعبوه من رحلة شاقة حاملين معهم لأنصار النادي خيبة أمل كبيرة، خلفت حزنا عميقا في نفوسهم، بعدما كان الجميع يعقد الآمال على تحقيق نتيجة مرضية، لعلها تعيد الرجاء إلى دائرة الحسابات المؤدية إلى بلوغ مركز يؤهله إلى دور النصف النهائي. ولم تعز عودة الرجاء بهذه النتيجة السلبية إلى إكراهات الرحلة المتعبة إلى نيجيريا، والصيام وصعوبة الأجواء المناخية بمدينة آبا التي شهدت نزول أمطار قوية، ورداءة أرضية الملعب التي تضررت كثيرا، وغيرها من الطقوس الإفريقية، بل يبدو أن الأمر تعدى ذلك، إذا ما تم إخضاع الاختيارات الفنية لبلاتشي في هذا اللقاء إلى التحليل الموضوعي، إذ سيتم الوقوف على أن الروماني أخطأ كثيرا التقدير في الميكانيزمات الفنية التي رسمها لمواجهة انيمبا، بعد إقحامه الشاب الشعباني في وسط الميدان في مباراة قوية جرت على أرضية كلها أوحال وأمام منافس عنيد، وإدخال لمباركي وحيدا في خط الهجوم، تاركا الطاير والطلحاوي وأوحقي في دكة الاحتياط، والذين بوسعهم تحمل متاعب المباراة، والاستئناس مع رداءة العشب، خاصة وأن بلاتشي خاض اللقاء بفكرة العودة بالتعادل. وعمقت هزيمة الرجاء جرح أنصاره وفعالياته، سيما أنها عقدت وضع النادي في منافسات كأس عصبة الأبطال، إذ أضحى تأهل الفريق إلى دور نصف النهائي يستدعي معجزة، بما أن زملاء ياسين الحظ سيكونون ملزمين بالفوز في المباريات الثلاث المتبقية، وانتظار نتائج الأندية الأخرى، وهو ما سيضع مستقبل الفريق البيضاوي في هذه المنافسات في يد منافسيه، مما سيقلل من حظوظه في بلوغ حلم أنصاره. وأدى فشل الرجاء في نيل أكثر من نقطة في ثلاث مباريات، إلى تسرب القلق إلى نفوس أنصاره، خشية أن يعيش الفريق موسما سيئا، خاصة بعد العروض الكروية الكارثية التي قدمها زملاء السليماني في لقاء انيمبا، والتي كشفت أن العديد من لاعبي الفريق خاضوا هذه المواجهة دون روح، وأن أغلب عناصر بلاتشي ظلت في شرود تام، دون أن تركز على أهمية اللقاء، وخطورة المنافس، إذ لم يبذل البعض منهم الجهد المثالي لتقديم الإضافة اللازمة في مباراة مصيرية ومهمة للغاية، فالفريق افتقد في مباراته مع انيمبا عنصر توازن الخطوط، وشكل تواضع مردود معظم لاعبيه أبرز الخلاصات الفنية للمواجهة، كما أن المدافع إسماعيل بلمعلم تحمل وبشكل ملحوظ عبء المباراة، في غياب مساندة ملموسة من باقي لاعبي خط الدفاع، حيث عانت الجهة اليمنى كثيرا من تدني مردود السليماني الذي كان غائبا وتائها، واشتكت الجهة اليسرى من الجهد غير المقنع الذي بذله زكريا الزروالي، فضلا عن ضعف محمد أولحاج في تأمين التغطية المفروضة في مثل هذه المواجهات، والذي أكد مرة أخرى أنه نقطة ضعف كبيرة في دفاع الرجاء، دون استبعاد غياب عنصري ارتكاز قادرين على تمكين الفريق من التحكم وبجدارة في وسط الميدان للتخفيف من ضغط المنافس، خاصة بعد التراجع المخيف لمردودي الايفواري كوكو والسنغالي بيلا، ودون الحديث عن الشلل الكبير الذي أبطل فعالية خط هجوم الرجاء، والذي قضى فيه لمباركي عزلة دون تلقي مساندة حقيقية بوسعها خلق متاعب لحارس مرمى انيمبا، والذي ظل في راحة تامة دون أن يبذل جهدا يجعله يبلل لباسه بوحل الملعب، وكلها خلاصات تستدعي من مسيري الرجاء استدراك الموقف قبل تعميق الجرح ووقوع الكارثة.