بعد التباطؤ الذي عرفه قطاع الإسمنت بالمغرب منذ 2009، سجلت هذه السنة طفرة في المبيعات التي نمت بأكثر من 7 في المائة إلى غاية شهر يوليوز المنصرم، حيث تم بيع 9،6 ملايين طن مقابل 8،9 ملايين طن في 2010، وذلك نتيجة إعادة إحياء برنامج السكن الاجتماعي ابتداء من السنة الفارطة، وهو ما دفع محللي شركة التدبير المالي«سي اف جي» في آخر دراسة قطاعية لهم إلى القول إن قطاع الإسمنت بالمغرب سينمو خلال هذه السنة بحوالي 5 في المائة وبيع 15،2 مليون طن، لكن رغم النمو الجيد الذي يسجله القطاع منذ 10 سنوات، تضيف نفس الدراسة، إلا أن الشركات المغربية لا تستفيد منه باعتبار أن هناك أربع شركات كبرى ذات رأسمال أجنبي هي التي تستحوذ على سوق الإسمنت بالمغرب وبالتالي تقتسم «الكعكة» لوحدها، في مقدمتها شركة «لافارج» الفرنسية، ثم الشركة الإيطالية «إيطالسيمونتي» التي لها فرع بالمغرب تحت اسم «اسمنت المغرب»، والشركة العالمية «هولسيم» السويسرية التي تدير فرعها بالمغرب بنفس الاسم، والشركة الرابعة هي «سيمبور» البرتغالية وفرعها «اسمنت» تمارة، واعتبر المحللون أن سنة 2010 سجلت ولوج أول شركة مغربية لمزاحمة الشركات الأجنبية في هذا القطاع، ويتعلق الأمر ب«اسمنت الأطلس» التابعة لمجموعة أنس الصفريوي، حيث تنتج حاليا 1،6 مليون طن من الاسمنت بواسطة مصنع «ابن احمد» ومن المتوقع أن تتضاعف القدرة الإنتاجية للشركة خلال السنة المقبلة من خلال مصنع بني ملال، وهو ما يجعل «اسمنت الأطلس» قادرة على بلوغ قدرة إنتاجية تفوق 3،2 ملايين طن من الإسمنت كمتوسط سنوي . وتضيف نفس الدراسة التحليلية ل«سي اف جي» أن دخول الفاعل الجديد إلى سوق الاسمنت بالمغرب، سينتج عنه إفراط في الإنتاج يقدر بحوالي 2،8 مليون طن خلال هذه السنة وبأكثر من 4،2 ملايين طن خلال السنة المقبلة، وستستفيد من ذلك على الخصوص جهة الغرب باعتبار أن مصانع كل من شركة «لافارج» و«هولسيم» و«اسمنت الأطلس» تتواجد بنفس المنطقة، ويتساءل المحللون الماليون هل ستندلع حرب الأسعار مع دخول منافس جديد؟ حيث تجيب الدراسة بأنه من المحتمل أن تبادر الشركات إلى تخفيض أسعار الاسمنت، كما ستعرف حصص السوق بدورها بعض التغييرات بولوج شركة الصفريوي الجديدة، إذ من المتوقع أن تستحوذ «اسمنت الأطلس» على 11،5 في المائة من حصة سوق الإسمنت بالمغرب في أفق سنة 2012 وعلى أكثر من 15 في المائة بحلول سنة 2014، وبالمقابل ستنخفض حصة السوق بالنسبة لشركة «هولسيم المغرب» بحوالي نقطتين ونفس الأمر بالنسبة لشركة «لافارج المغرب»، في حين ستحافظ شركة «اسمنت المغرب» على حصة السوق الحالية التي تقارب 26 في المائة.