انتهت أغلب مواد دعم الأسر المعوزة، التي خصصتها هذه السنة مؤسسة محمد الخامس للتضامن لمدينة آسفي، والتي لم تتجاوز 850 حصة دعم لكافة الأسر الفقيرة القاطنة بالمجال الحضري، في السوق السوداء بعد أحداث الخيرية الإسلامية التي هاجم فيها فقراء شباب من حيّيْ «شنقيط» و»سيدي عبد الكريم» مقر الخيرية واستولوا على 430 حصة دعم بعد مواجهات عنيفة مع أفراد القوات المساعدة وممثل السلطات المحلية، في شخص رئيس الدائرة الحضرية الرابعة. وقد عاينت «المساء» في أسواق «بياضة» و»سيدي عبد الكريم» و»شنقيط» تواجد كميات من المواد المدعمة تباع علانية بأثمان أقل من ثمنها الحقيقي. وقال تجار من عين المكان إن الشباب الذين استولوا على مواد الدعم من داخل الخيرية عرضوها للبيع، فيما قال أحد هؤلاء الشباب في تصريح ل»المساء» إن استيلاءهم على مواد الدعم جاء بعد أن أقصت اللجنة الإقليمية للإفطار عددا كبيرا من الأسر المعوزة الحقيقية التي هي في حاجة إلى دعم وعوضتها بأسر لا تتوفر على المواصفات المطلوبة، وأغلبها من ذوي رجال السلطة والمنتخبين. وقال مصدر رسمي، فضل عدم كشف هويته، في حديثه إلى «المساء»، إن الوضع الاجتماعي الاستثنائي الذي تعيشه آسفي من خلال حدة الحراك الشعبي كان يقتضي توفير كميات دعم للأسر المعوزة بأعداد كبيرة وبصفة استثنائية لتقليص حدة توتر الشارع وتصاعد وتيرة الاحتجاجات، مضيفا أن تخصيص 850 حصة دعم فقط للمجال الحضري كان من نتائجه المواجهات التي جرت داخل مقر الخيرية الإسلامية بين شباب معوزين وغاضبين وبين اللجنة الإقليمية للإفطار وممثلي السلطات المحلية. وفي غضون ذلك، قالت مصادر على اطلاع في ولاية آسفي، إن تحقيقا داخليا بأمر شخصي من والي آسفي سيتجه للبحث والتقصي في ملابسات وجود مواد دعم منتهية الصلاحية لم يتم توزيعها وبقيت في مخازن مقر الخيرية الإسلامية، بينما كذّبت اللجنة الإقليمية للإفطار في مدينة آسفي، في بيان توضيحي لها، حدوث أحداث ومواجهات في مقر الخيرية الإسلامية، رغم وجود أشرطة فيديو وشهادات لأعوان رجال سلطة ومسؤولي الخيرية الإسلامية وأسر معوزة يؤكدون ما حدث.