خيمت أجواء من التوتر بين السلطات وعدد من المنتسبين إلى حركة 20 فبراير، مساء أول أمس الأربعاء بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، حول مراسيم تشييع جنازة البائع المتجول حميد الكنوني، الذي وافته المنية متأثرا بحروقه بعدما أقدم على سكب البنزين على جسده مساء الأحد الماضي وسط مدينة بركان. وكان من المقرر أن يوارى جثمان هذا البائع المتجول، الذي نقل من مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل صلاة المغرب في مقبرة مجاورة لحي بندباب الشعبي بمدينة فاس حيث تقطن عائلته. لكن سيارة الإسعاف التي تولت نقله تعرضت لعطب في منتصف الطريق، مما دفع ولاية جهة فاس إلى الدخول على الخط لإجراء اتصالات مع مسؤولي ولاية جهة مكناس لتوفير سيارة إسعاف بديلة تولت استكمال نقل جثمان المتوفى إلى مثواه الأخير. واستنفرت ولاية الجهة إمكانياتها، حسب مصدر مسؤول، لكي تمر عملية دفن الميت في أجواء عادية. لكن مدخل المدينة من جهة الطريق السيار الرابط بين مكناسوفاس شهد أولى «حصص» التوتر بين السلطات وبين منتسبين إلى حركة 20 فبراير. وكانت الحركة، التي وصفت في شعاراتها البائع المتوفى ب»الشهيد»، ترغب في أن تجوب الجنازة أهم شوارع المدينة، فيما كانت السلطات ترغب في أن يتم تشييع الجنازة بعيدا عن أي استغلال سياسي، متهمة جماعة العدل والإحسان بمحاولة الركوب على هذا الملف، حسب تعبير مسؤول في ولاية الجهة، في إشارة إلى حضور أنصارها بكثرة في هذه الجنازة. وأخر هذا التجاذب بين الطرفين عملية الدفن إلى وقت متأخر من الليل، وانتهت بدون تسجيل أي مواجهات بين الطرفين. وأضاف المسؤول ذاته بأن السلطات الإدارية بفاس قامت بتسهيل جميع إجراءات الدفن، واحترمت اختيار أحد أفراد عائلة المتوفى أن تعرج سيارة الإسعاف على الحي الذي تقطنه الأسرة قبل أن يتم التوجه بجثمانه نحو المقبرة، وسط مشاركة العشرات من المنتسبين إلى حركة 20 فبراير وأبناء الحي. وفي السياق ذاته، قدمت السلطات الأمنية رواية بتفاصيل أخرى عن حادث إقدام بائع الخبز حميد الكنوني على إحراق جسده. وقالت، حسب ما نقلته قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن نزاعا نشب بين بائع الخبز وبين صاحبة فرن بوسط مدينة بركان انتهى بصلح بين الطرفين في دائرة أمنية مداومة. وبعد مغادرة المعنيين مقر الدائرة الأمنية وجد البائع المتجول بأن بضاعته تعرضت للتلف من قبل شخص غير معلوم، مما دفعه إلى سكب كميات من البنزين على ملابسه وإضرام النار فيها. وتدخلت عناصر من الأمن العمومي لإطفاء النار المشتعلة في ملابسه، فيما تولت سيارة إسعاف نقله إلى مستشفى وجدة، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى الدارالبيضاء حيث وافته المنية، يوم الثلاثاء الماضي، متأثرا بإصاباته. وأضافت القصاصة نفسها أن البائع المتجول أشار في إفاداته أثناء الاستماع إليه عند نقله إلى المستشفى إلى وجود علاقة متوترة بينه وبين صاحبة الفرن التي كان يشتغل أجيرا لديها قبل أن تستغني عنه.