لقيت فتاة وشقيقها مصرعهما، مساء أول أمس، بعد قفزهما من القطار مباشرة بعد وصوله إلى محطة القنيطرةالمدينة قادما إليها من مدينة سلا وقال مصدر أمني إن الضحيتين قفزا من القطار بعدما اكتشفا أنه لن يتوقف بمحطة المدينة، مستغلين عدم مبادرة المراقبين إلى إغلاق أبواب القطار المذكور، وهو ما أدى إلى مقتلهما فوق الرصيف، حيث وُجدا معا مضرجين في دمائهما، بعد إصابتهما بجروح وكدمات خطيرة في الرأس. وأضاف المصدر نفسه أن هوية الفتاة تم تحديدها بعد العثور على وصل إيداع الوثائق الخاصة بالحصول على بطاقة التعريف الوطنية، الذي كان بحوزتها. ويتعلق الأمر بالشابة رجاء عدلاني، في العشرينات من عمرها، وتنحدر من مدينة سلا، فيما رجح المحققون الأمنيون بقوة فرضية أن يكون الضحية الثانية شقيقها، والذي يبدو من ملامح وجهه أنه لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره. وأوضح مستخدم في المحطة أن القتيلين كان يفترض أن يستقلا قطارا آخر غير الذي كانا على متنه، حسب البيانات المشار إليها في التذكرتين اللتين وجدتا معهما، وبما أنهما لم يلحقانه ركبا القطار الموالي، الذي لا يتوقف سوى في المحطة الأولى لمدينة القنيطرة، وليس في المحطة الثانية كما كان الضحيتان يعتقدان. وأثار هذا الحادث استياء عميقا في نفوس كل من عاين فصوله، سيما أنه يعد الثاني من نوعه بعدما ألغت الإدارة العامة للمكتب الوطني للسكك الحديدية محطة القنيطرةالمدينة من برامج رحلاتها بشكل مفاجئ، رغم أن هذه المحطة توجد في موقع استراتيجي يحتضن أكثر من نصف ساكنة مدينة القنيطرة. وحكى أحدهم ل«المساء» أنه سبق له أن استقل القطار نفسه انطلاقا من العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وأثناء وصول القطار إلى محطة القنيطرة فضل عدم النزول بها طالما أن المحطة الثانية هي الأقرب إلى منزله، ظنا منه أن القطار سيتوقف بها، قبل أن يجد نفسه مضطرا إلى الذهاب حتى مدينة فاس، في ظل غياب الشريط الصوتي الذي يوضح للمسافرين المحطة الموالية لتوقف القطار الذي يركبونه.