كشفت دراسة فرنسية عن وجود سلالة جديدة من البكتيريات المعدية في بعض الضيعات الفلاحية الخاصة بتربية الدواجن في المغرب. وحسب الدراسة نفسها، فإن البكتيريا المكتشفة تعد من الجرثومات القوية المصنفة ضمن فصيلة «السالمونيلا» التي تصيب الإنسان والحيوان، فيما تتجلى أعراض هذه البكتيريا، حسب مصدر طبي، في الإصابة بتشنجات في المعدة والحمى والإسهال في حالة استهلاك الدواجن المصابة بهذه البكتيريا. وأبدى الباحثون الفرنسيون، الذين قاموا بهذه الدراسة التي نشرتها مجلة الأمراض المعدية الأمريكية The Journal of Infectious Diseases، تخوفهم من مغبة انتشار هذه البكتيريا في الضيعات الفلاحية، خصوصا بعدما ظهر تأثيرها القوي على اللحوم البيضاء. وقلل مصدر بيطري من أهمية هذه الدراسة وكشف ل«المساء» أن «السالمونيلا» هي عبارة عن جرثومة يصطلح عليها بالعامية ب»السالمة» وهي تصيب الإنسان والحيوان، وتوجد في جميع أنواع الحيوانات وليس الدجاج والديك الرومي فقط. ومن ضمن الأعراض التي تسببها، حسب ذات المصدر، ارتفاع درجة الحرارة والإسهال. واستبعد مصدرنا أن تشكل هذه البكتيريا خطورة على الدواجن المغربية، مشيرا في هذا السياق إلى أن الضيعات الفلاحية تخضع لمراقبة المصالح البيطرية. وأضاف المصدر نفسه أن هذه المراقبة تتم عبر تشخيص المرض من خلال إخضاع عينات من الجراثيم للتحليلات في المختبرات التابعة لوزارة الفلاحة، والقيام في نفس الوقت بتحليلات للأدوية التي تتلاءم مع هذا النوع من الجراثيم وفق ما تنص عليه القوانين الصادرة في هذا المجال، كما أكد أن هناك نوعا واحدا من هذه الجرثومة وأن شراسته فقط هي التي تختلف، ولهذا تتنوع الأدوية التي تعطى للدواجن لعلاجه، وذلك حسب كل حالة على حدة، يضيف مصدرنا. وأضاف المتحدث أن المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها تكون مرفقة بوصفة طبية تحترم مدة زمنية معينة، على أساس أنه بعد انقضائها تصبح الدواجن صالحة للاستهلاك، وهذا، حسب المصدر البيطري، لا يشكل أدنى خطورة على صحة المستهلك على اعتبار أن هذا النوع من البكتيريا معروف منذ القدم والدولة خصصت لمقاومته برنامجا خاصا. وفي الوقت الذي تشير فيه مصادر طبية إلى أن ما يعرف ب«السالمة» لا يقتصر ظهوره على المغرب فقط بل إنه ظهر في بريطانيا وأمريكا والدنمارك، وأنه يصيب في كثير من الأحيان البيض واللحوم البيضاء، ولا يشكل خطورة كبيرة على المستهلكين نظرا إلى مقاومته بالأدوية. ويتخوف الباحثون الذين قاموا بالدراسة من مغبة انتشار العدوى التي يسببها هذا النوع من الجراثيم بين البشر عبر العالم، فقد أظهرت الدراسة، التي قام بها الباحثون الفرنسيون في عدد من البلدان الإفريقية، أن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا المكتشفة هي من «الجرثومات الأكثر شراسة» التي تنتمي إلى فصيلة «السالمونيلا»، والتي قد تتسبب في الموت لبعض الأشخاص، خصوصا الكبار في السن والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وهي الحالات التي يتم التعامل معها، حسب الدراسة ذاتها، باستخدام مضادات حيوية معروفة باسم «فليوروكينولون» في إنتاج الدجاج والديك الرومي، وهي، في رأيهم، السبب الأساسي لظهور هذه الجرثومة وانتشارها السريع، وهو ما نفاه مصدر بيطري مؤكدا أنه لا يتم استعمال هذا النوع من الأدوية في المغرب. وفي ذات السياق، أكد خير الدين السوسي، رئيس الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن، أن الكثير من الدراسات التي تقام على الدجاج والديك الرومي لا تتصف بأي معنى علمي، خصوصا وأن مثل هذه الجرثومات توجد في جميع أنواع الحيوانات وليس في ذات اللحوم البيضاء فقط، وقد اعتبر المتحدث أن مثل هذه الدراسات تحال على الجمعيات التابعة للفيدرالية حسب تخصصها العلمي، وهي من تتتبع الحالة الخاصة بكل دراسة على حدة، وتبرم من إعطاء أي تعليق على هذه الدراسة ومدى صحتها، مبررا ذلك بأنه لم يطلع عليها وعلى المصادر التي اعتمدتها. أما بالنسبة إلى دور الفيدرالية في المراقبة، فقد أكد أن الجهة المكلفة هي المصالح البيطرية التابعة لوزارة الفلاحة، ولكن هذا لا يمنع من أنهم كفيدرالية يعملون على تقديم شكايات بالأشخاص الذين لا يطبقون القانون في الضيعات التي يملكونها والتي تختص بإنتاج الدواجن في ظروف غير صحية ولا تستجيب للمعايير المحددة، حيث أضاف أنهم يقومون بإعلام المصالح البيطرية من أجل مباشرة دورها في المراقبة. وقد اتصلت «المساء» بمكتب المصالح البيطرية في الدارالبيضاء، لكن الهاتف ظل يرن دون إجابة. ويذكر أن عدوى السالمونيلا «السالمة» هي من أهم المشكلات الصحية في جميع أنحاء العالم، إذ يقدر عدد الإصابات بالعدوى1.7 مليون حالة سنويا في شمال إفريقيا كل عام، وما يزيد على 1.6 مليون حالة رُصدت في 27 بلدا أوربيا ما بين عامي 1999 و2008.