وزارة الفلاحة تنفي وجود إصابات والمهنيون يؤكدون سلامة دواجنهم نفت وزارة الفلاحة والصيد البحري نفيا قاطعا ما كشفت عنه دراسة طبية دولية من نتائج تؤكد تعرض الدجاج والديك الرومي (البيبي) المغربي لأمراض معدية نتيجة إصابته بسلالة جديدة من البكتيريات من فصيلة الجرثومات القوية التي يطلق عليها اسم «السالامونيلا». وحسب الدراسة الطبية التي صدرت باللغة الفرنسية ونقل أحد المواقع ما جاء فيها بعد «الترجمة» تعتبر «الجرثومات القوية» من فصيلة السالمونيلا سلالة جديدة من البكتيريا، تتوفر على مقاومة عالية ضد المضادات الحيوية، وتتسبب معظم الحالات، في إصابات بتشنجات المعدة وحمى وإسهال. ويعتبر كبار السن وضعاف جهاز المناعة أكثر الفئات تعرضا لخطر العدوى المؤدية للموت ما يستوجب تكثيف استعمال المضادات الحيوية المعروفة باسم «فليوروكينولون»، التي تشتمل على دواء شائع الاستعمال هو ال»سيبروفلوكساسين». وأوضحت الدراسة، التي نشرتها المجلة الطبية الأمريكية (جورنال أوف إينفيكشس ديزيزز)، بأن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا قد عثر عليها في الدجاج والديك الرومي في ثلاث بلدان أفريقية وهي إيثيوبيا ونيجريا والمغرب كنتيجة لاستعمال مربي الدواجن الشائع لمضادات حيوية تعرف باسم ال»فليوروكينولون» في الإنتاج . ويعتبر الدجاج، حسب الدكتور محمد الزروالي مدير المكتب الوطني للسلامة الصحية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، عاملا مهما في نقل العدوى، مما يدفع الباحثين إلى التعبير عن مخاوفهم من انتشار هذه الجرثومة الخطيرة حول العالم، مؤكدا أن المغرب لم يسجل أية حالة إصابة. ورغم الاختلاف الكبير بين المختبرات العالمية الجد متطورة والإمكانيات المتواضعة التي يتوفر عليها المغرب، والتي غالبا ما تشكل فارقا هاما في توقيت اكتشاف الأمراض الحيوانية، شدد الدكتور الزروالي على أن المغرب «يملك بياطرة ودكاترة أكفاء بإمكانهم الكشف عن أية عدوى حال وقوعها»، بما في ذلك عدوى السالمونيلا التي تعتبر من أهم مشكلات الصحة الحيوانية العامة في جميع أنحاء العالم. إذ يقدر عدد الإصابات بالعدوى 1.7 مليون حالة سنويا في شمال أفريقيا، وما يزيد عن 1.6 مليون حالة رُصدت في 27 بلدا أوربيا في ما بين عامي 1999 و2008.. نفي وجود العدوى في المغرب صدر أيضا عن الدكتور عبد الرحمان العبراق نائب رئيس قسم الصحة الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية ولسلامة المواد الغذائية الذي قال لبيان اليوم إن «حديث الدراسة التي نقلتها مواقع الكترونية عن وجود مرض حيواني في المغرب يفترض أن بياطرة وباحثين فرنسيين أو أمريكيين قد قدموا إلى المغرب وحصلوا على ترخيص للبحث وأخذ العينات من طرف السلطات المغربية» . وهو ما لم يتم، يضيف الدكتور عبد الرحمان العبراق، في أي وقت من الأوقات، موضحا أن «الجهتين الوحيدتين المخول لهما إجراء الكشف ونشر نتائجه هما معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ووزارة الفلاحة». من جانب آخر، ساد نوع من القلق في أوساط الفاعلين في قطاع الدواجن بالمغرب الذين كانوا يعولون على شهر رمضان لتعويض خسارات تكبدوها عقب موجة الحرارة الأخيرة. ويخشى مربو الدواجن انهيارا للأسعار في حال تحريف المعلومات الصادرة في الخبر الذي اطلعوا عليه من مصدره باللغة الفرنسية. وقال خير الدين السوسي رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن لبيان اليوم إن نتائج الدراسة لا تتحدث عن وجود عدوى بالمغرب، بل حددت مجال انتشارها في بلدان إفريقية، معبرا عن خشيته من تحريف الحقائق مما سيكون له انعكاسات وخيمة على قطاع يعتبر رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني، إذ تقدر الاستثمارات الخاصة التي جلبها بأزيد من مليار دولار ويحقق رقم معاملات سنوي يحدد في ملياري دولار، فضلا عن مساهمته في خلق حوالي 280 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، وفق الإحصائيات الرسمية لمصالح الوزارة الوصية. ولا شك أن هذا الموقع الاقتصادي الهام، دفع إلى إعطاء أهمية كبرى للإجراءات المتعلقة بالوقاية من مخاطر أمراض الدواجن التي تستجيب تماما للمعايير المتفق عليها سواء على المستوى الدولي أو الأوروبي أو الأمريكي، وذلك بهدف المحافظة على صحة المستهلك، وتجنب أية انعكاسات من شأنها التأثير سلبا على تطور هذا القطاع، يضيف السوسي.