ألقت عناصر الدرك الملكي في مدينة اليوسفية، في الأيام القليلة الماضية، القبض على قرابة 140 شخصا متهمين بسرقة متلاشيات الحديد من منجم تابع للمكتب الشريف للفوسفاط يبعد عن اليوسفية بنحو 10 كيلومترات. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد في الأيام المقبلة في ظل استمرار حملة الدرك الملكي ضد لصوص متلاشيات المكتب. وأفاد مصدر من عين المكان، رفض الكشف عن اسمه لأسباب مهنية، أن شخصا كان ضمن لصوص هاجموا المنجم لقيّ مصرعَه بصعقة كهربائية أثناء محاولته قطع الأسلاك الكهربائية التي تزود الجماعة القروية «سيدي أحمد»، التي يوجد فيها المنجم وكذا معمل تنظيف الفوسفاط في مدينة اليوسفية. وقد تسبب هذا الحادث في قطع التيار الكهربائي عن مركز الجماعة سالفة الذكر وعن كثير من دواويرها في الأيام القليلة الماضية. وقال المصدر نفسه إن «اللصوص استولوا على قضبان وقطع وآليات حديدية من المنجم 9، الموجود غير بعيد عن الجماعة القروية سيدي أحمد». وأضاف أن عمليات السرقة تطورت على نحو مثير حين أقدم عشرات اللصوص على مهاجمة المنجم على متن سيارات «بيكوب» بشكل جماعي وفي آن واحد، في محاولة منهم للاستحواذ عليه بالقوة. وأثناء تصدي قوات الدرك للصوص المهاجمين، حاول سائق شاحنة كانت ملأى عن آخرها بمتلاشيات من الحديد الهروب على متن مركبته، مما أدى إلى اصطدام الشاحنة بصومعة مسجد في «سيدي أحمد». وأكد المصدر نفسه أن الدرك الملكي في اليوسفية اعتقل، كذلك، شخصا مشهورا باسم «البوفي» كان يقتني المسروقات من اللصوص ووضعه، بدوره، رهن الاعتقال. وأرجعت مصادر أخرى ذات إلمام بالشأن الفوسفاطي محليا إقدام اللصوص على مهاجمة المنجم 9 تحديدا إلى بعده عن اليوسفية وإلى ضعف الحراسة المطبَّقة عليه بعد توقف نشاط الاستغلال فيه منذ فترة.