كشف المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء أن المغرب يخسر ما بين 220 و250 مليون درهم جراء الأعمال التخريبية التي تطال الشبكة الوطنية للكهرباء، موضحا خلال لقاء أول أمس بتيط مليل (نواحي البيضاء) أن نحو 15 كيلومتر من الأسلاك الكهربائية النحاسية سرقت بالمغرب خلال شهرين فقط. وحسب يونس معمري فإن الجهات الضالعة وراء عمليات السرقة، التي زاد عددها في الأسابيع القليلة الماضية، هي عصابات متخصصة وتستعمل في عملياتها عربات مجهزة بمحرك وبكرة لجمع الأسلاك المسروقة بسرعة ومغادرة المكان، وأضاف المدير العام خلال لقاءه عددا من البرلمانيين أن الكميات المسروقة يتم تصديرها لدول كموريتانيا ومالي. واشتكى المتحدث نفسه من بطء جهاز القضاء في متابعة الأشخاص الذين يلقى عليهم القبض في عمليات السرقة المذكورة، مشددا على أن المكتب لا يمكنه إحداث شرطة لمراقبة الأسلاك الكهربائية، والتي ارتفعت جرائم سرقتها بسبب غلاء أسعار النحاس في الأسواق العالمية في السنوات الثلاثة الأخيرة. وكانت الأسابيع الثمانية الماضية قد عرفت ارتفاعا غير مسبوقا في سرقة الأسلاك الكهربائية النحاسية، آخرها إحالة عناصر الدرك الملكي بتراب جماعة مولاي عبد الله (إقليمالجديدة)، السبت الماضي، أفراد عصابة متخصصة في سرقة الأسلاك الكهربائية، على الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالجديدة بتهمة تكوين عصابة إجرامية وإلحاق خسائر بملك الدولة وملك الغير. وقد تمكنت العصابة من سرقة ما طوله 3 كيلومتر من الأسلاك الكهربائية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من الدواوير والمنشآت. وقبلها ألقت الشرطة القضائية بالدار البيضاء أنفا القبض قبل أزيد من أسبوع على شبكة متخصصة في سرقة الأسلاك الهاتفية، وبحوزتها 140 كلغ من النحاس المستخلص من الأسلاك، وقد عثر عليه عندما كان معروضا للبيع في سوق ولد منية بالحي الحسني. وقبل ذلك، تعرضت مناطق قروية (جماعة الشلالات) القريبة من مدينة المحمدية يومي 15 و16 أبريل سرقة نحو كيلومتر من الأسلاك النحاسية، مما قطع التيار عن 17 مراكز للتزود الكهربائي. وبضعة أيام أصدر المكتب تحذيراً رسمياً من تنامي السرقات المنظمة للأسلاك في أعقاب حادثتي سرقة في يومين فقط بجهة الغرب الشراردة، وكانت الكميات المسروقة كبيرة (3 كيلومترات ونصف الكيلومتر) من الأسلاك ذات الضغط المرتفع.من جانب آخر، ذكر معمري خلال اللقاء ذاته أن مصالح المكتب سجلت 3379 حالة سرقة للتيار الكهربائي في جهة فاس بولمان، مدينة الرباط، وجماعتي دار بوعزة (نواحي البيضاء)، وسيدي العايدي (قرب سطات)، وأوضح المسؤول أن الأمر يتعلق بضيعات ومحلات تجارية ومساكن تتزود بالكهرباء دون أداء مقابل، وأن سجل خلال يومي 13 و18 أبريل الماضي 115 حالة بدار بوعزة وسيدي العايدي، فيما رصد على العموم 1989 حالة بجهة فاس بولمان (1007 في مدينة فاس وحدها)، و1275 في الرباط.