محمد بن محمد الفيزازي، الخارج من ثمان سنوات سجنا، من أصل 30 سنة حوكم بها. قيل إنه زعيم «السلفية الجهادية» ويقول إنها ابنة زنا ! يتحدث من على كرسي اعتراف «المساء» عن «طيش الشباب» وكيف أحب وتزوج، وكيف كان يرسم اللوحات ويبيعها، ويوم غنى لعبد الحليم حافظ عام 1969 فأعجب به الملحن عبد النبي الجيراري، ثم يوم رأى والده يبكي على شريط للشيخ كشك، فكان ذلك سببا لتحوله العميق نحو «التوبة» ثم الانقطاع للعبادة وللعلم. على كرسي الاعتراف يُقِر الشيخ الفزازي، دونما مركب نقص، بأنه كان مخطئا يوم وصف علماء السعودية بعلماء الفاتيكان، وبأنه وصف الحركات الإسلامية بما لا يليق.. كما يعترف بأنه أساء أدبه مع الشيخ القرضاوي ومع آخرين... وصف الشيخ المغراوي ب«عالم السلطان». ووصف اليسار بالكفر... ليرجع عن كل ذلك يوم كان في السجن وقبل الإفراج عنه بسنين... - ما رأيك في الحركة من أجل المناصفة بين الرجال والنساء؟ الجهل يقتلهم. -كيف؟ الرجال والنساء شقائق في الأحكام. العقيدة واحدة والعمل الصالح واحد والجزاء كذلك. لكن الشرع الحكيم ينزل كلا من الرجل والمرأة منزله، فهناك خصوصيات لكل من الجنسين ليس في المناداة بالمساواة بينهما إلا الجهل والتعذر. المرأة تحيض وتنفس وتحمل وتلد وتُرضع ولها جسد أضعف قوة من جسد الرجل، وهي لهذه الأسباب ولغيرها لا بد أنها أُعِدّت نفسيا وفطريا لتقبل قدَرها، بل ولتسعد به، والرجل كذلك أُعِد فطريا ونفسيا لتقبل واقعه، ومن هنا لا يمكن تسوية الجنسين في كل شيء، أقول لا يمكن البتة. - أفهم من هذا أن الرجل أفضل من المرأة؟ ما زلت مع الآية أعلاه «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ». وفي نظري، أجد المرأة أفضل من الرجل في أشياء وهو أفضل منها في أشياء، فهناك تكامل. والله أعلم. - هل تساعد زوجتيك في المطبخ؟ أنا طباخ ماهر لكثير من الوجبات. أحسن طهي الطاجين وعجين الخبز والسَّلَطات وقلي السمك، وحتى البيض أحسن قليه و»صلقه» (يضحك) وهذا كله يرجع إلى حسن المزاج، أما إذا كان الجو غير صاف فلا أقوم بشيء، بل أخرج لتغيير الجو، ريثما ينقشع الغمام. - من المعلوم أن السلفيين يصومون مع أول دولة أعلنت رؤيتها الشهر، أو كما يقول المغاربة «يصومون مع السعودية». هل أنت من هذا النوع؟ أنا من المسلمين. ولا أتخندق في هذا الاسم إلا في ما يرجع إلى كون منهج السلف الصالح لفهم الدين هو خير منهج. الذين يوصفون بالسلفيين منهم من يصومون مع مكة وأغلبية الدول الإسلامية ومنهم من يصومون مع المغرب، أنا أعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس وأضحاكم يوم يضحي الناس»، وهو في السنن، والذي في الصحيح: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته». - هل تفطر القُبلة؟ «سا ديبون» (يضحك) إن كانت من عجوز أو من شاب. إن كانت بشهوة أو من غير شهوة. والمهم من كل هذا أن النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كان يقبّل وهو صائم. لكنه كان أملك الناس، وإذا دعاك الشيطان للقُبلة (بضم القاف) فأنا أدعوك للقِبلة (بكسر القاف) تصلي ركعتين وتنتظر أذان المغرب. وأنا أتحدث هنا عن القبلة الحلال، طبعا. - هل لك ملاحظات على الدروس الحسنية الرمضانية؟ نعم، هناك علماء أجِلاء لا يُستدعَوْن إليها في الوقت الذي يستدعى إليها علماء آخرون مرارا وتكرارا. كل الدروس ليس فيها أي انتقاد إيجابي للحكومات، وكأننا في عهد الخلافة الراشدة، وهذا يقلل من قيمة الدرس الحسني. يستحسن خضوع المُحاضِر لمناقشة تلفزيونية بعد ذلك على الهواء، فهذا سيضفي على الدرس نوعا من الحيوية ويبعده عن التزلف المكشوف. - تشرف على سيناريو فيلم «نجوم سيدي مومن» للمخرج نبيل عيوش، ألم تتحرج من بعض الكلمات «الجريئة في النص؟ بل تحرجتُ جدا واعترضت بشدة، مبديا رأيي في الموضوع. قلت للمخرج إن هذا لا يليق بالمُشاهد المغربي المحافظ. قال لي إن هذا هو الواقع. قلت: صحيح، فلماذا ننقل هذا الواقع مع كونه واقعا، إذا كان كل الناس على علم به فلماذا ننفق الأموال الباهظة لنقل ما هو معلوم عندهم أصلا؟ ولماذا لا ننقل هذا الواقع بأسلوب تلميحي مهذب، والمُشاهد له من الذكاء ما يُقرّبه إلى المراد؟ - كيف كان جوابه؟ أصر على رأيه وأصررت على رأيي واتفقنا، في النهاية، على أنني غير مسؤول نهائيا عما يجري في الفيلم عدا ما يخص الجانب الديني. - هل أنت مع زيارة صحافيين وفنانين وسياسيين مغاربة إسرائيل؟ التطبيع مع المحتل مرفوض شرعا وخلقا، والذين يهرولون إلى أحضان الإسرائيليين يفعلون ذلك من أجل مساندة سياسية غربية، واستقواء باللوبيات الصهيونية المنتشرة في الغرب، ويبرهنون على أنهم منفتحون ومتسامحون وحداثويون جدا، وفي ذلك اعتراف عملي للكيان الصهيوني وخيانة للقضية الفلسطينية. هذا في الوقت الذي تجد أحدهم يذهب إلى (إسرائيل) ولا يزور المسجد الأقصى ولا يصلي فيه، مع كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين، بل لا يذهب إلى مكةوالمدينة لأداء فريضة الحج أو العمرة. - ما هو رأيك في هذه الشخصيات: عبد الرحمن اليوسفي؟ كلانا تذوق مرارة السجن، غير أنني أكثر منه تذوقا. ننتمي إلى نفس المدينة طنجة. هو من مواليدها وأنا من المهاجرين إليها. تقلد الرجل عدة مناصب ومهمات، أهمها أول رئيس وزراء في أول حكومة تناوب. محام ممتاز وحقوقي بامتياز. تختلف عقيدته الاشتراكية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عن عقيدتي الإسلامية في هذه المجالات بالذات، فكل من النظرتين مختلفتان،ويطول الكلام في تفصيل هذه الأمور. - المحجوبي أحرضان؟ أمازيغي حتى النخاع. كاتب وشاعر ورسام. أحد رجال التحرير من الاستعمار الفرنسي. سُجِن مع الدكتور عبد الكريم الخطيب غداة الاستقلال وإن كان لمدة وجيزة. رئيس الحركة الوطنية الشعبية. تقلد عدة وزارات ودافع عن المغرب المنسي وعن باديته وعن المواطنين البسطاء. يحق له أن يستريح الآن. - عبد اللطيف الحموشي. رجل ظل قوي، قرأت وسمعت عنه الكثير، ومن موقعه كرجل دولة، له نفوذه المعتبر باعتباره «أذن» الدولة و»بصرها».. أرجو أن يواصل جهوده المثمرة من أجل إطلاق سراح ما تبقى من السلفيين الذين لم يتورطوا في دم، وإنني مدين له بشهادته الطيبة في شخصي، ولولاها، بعد الله تعالى، لما عانقت الحرية أبدا، ولا شك أنه ممن رفعوا إلى ملك البلاد استحسان إطلاق سراحي، وقد فعل. - خديجة الرويسي؟ رئيسة «بيت الحكمة» أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياها الحكمة «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا».. امرأة مناضلة ومجتهدة ولكنها تخطئ الطريق في كثير من مواقفها، فأنا شخصيا أؤاخذ عليها عدم التقصي والتروي، وأرجو ألا تستعجل الأحكام. لقد نددت بي وبأفكاري «المتطرفة»، في نظرها، بمجرد خروجي من السجن ودون أن توضح طبيعة هذا التطرف، ربما خشية منها أن تدخل معي في ما دخل بعض الاستئصاليين الذين رفعوا الراية البيضاء في مذلة لا نظير لها. أقول للأستاذة خديجة الرويسي: دعك من معلومات مغلوطة استقيتها عني من غير الأمناء، وأرجو أن أتعرف عليها عن قرب. وأقسم أنه لو تعرفت علي عن قرب لغيّرتْ نظرتك إلي رأسا على عقب. قبح الله الأحكام الجاهزة. - الكاتب الراحل محمد شكري؟ كاتب ريفي أخطأ الطريق وكتابه «الخبز الحافي «خير دليل على ذلك. كتب عدة قصص ليس فيها شيء من الهداية ولا حول ولا قوة إلا بالله. كتب عن الجنس الحرام وعن الشراب الحرام وعن كل ما هو حرام بجرأة على الله تعالى وعلى دين الإسلام بشكل فظيع، وهو جمع بين الجهل المركّب بالدين الحنيف وضحل التكوين العلمي والأدبي. فعن أي كاتب نتحدث؟ - الحاجة الحمداوية؟ هذه فنانة بيضاوية متخصصة في فن العيطة. امرأة عجوز لا يليق بسنها ما تنطق به في عيطاتها، أنصحها بالتوبة وبالرجوع إلى الله، تعالى، فهي حاجة يا حسرة، والموت قريب وقريب جدا. فأن تلقى الله تعالى وهي تقرأ القرآن وتُسبّح الله تعالى وتحمده خير لها من أن تلقاه وهي تردد «دابا يجي يا الحبيبة».. - مدرب المنتخب الوطني إيريك غريتيس؟ لقد أثلج هذا المدرب البلجيكي صدور المغاربة بالأربعة أهداف ضد الجزائر، الشقيقة، لكني مع تعيين بادو الزاكي أو أي إطار مغربي آخر. إن ما يتقاضاه هذا المدرب من أموال تُخصَم من خبز المغاربة لهو نوع من التبذير الحرام. وعلى المسؤولين أن يراجعوا حساباتهم بهذا الخصوص. نعم للأطر الوطنية التي تضيف إلى كفاءاتها التقنية غيرتها على البلد وتقنَع بعُشُر ما يعطى للأجنبي. - البابا بنديكيت السادس عشر؟ أول ألماني كاتوليكي ينتخب بابا للفاتيكان سنة2005 ، منذ القرن الحادي عشر الميلادي. هو رجل دين متشدد جدا وقد أثارت تصريحاته ضد الإسلام موجة سخط عارمة في كل العالم الإسلامي، وقد قال بالحرف في محاضرة له في ألمانيا في 12 شتنبر 2006: «لم يأت الإسلام إلا بما هو شرير وغير إنساني»... وهو متخصص في اللاهوت والفلسفة، أقول له لكم دينكم ولي دين. أما الإسلام فهو دين الخير والبر والسلام. وإن أول كلمة ينطق بها المسلم هي السلام عليكم، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى. فأين كلماته عندما تولى رئاسة الفاتيكان وقال فيها إنه سيعمل على تحاور الأديان؟ هل هكذا يكون التحاور؟