«خلال هذا السنة التزم 71 في المائة من الساكنة المسلمة في فرنسا، بصرامة، بإقامة شعائر الصيام، مقارنة مع سنة 1989، التي لم يكن عدد الملتزمين بالصيام فيها يتعدى نسبة 60 في المائة». هذا ما خلصت إليه الدراسة التي أنجزها «المعهد الفرنسي للرأي العام» بطلب من جريدة «La Croix»، المسيحية، نُشِرت يوم فاتح غشت 2011. كما وقفت الدراسة على تزايد توافد مسلمي فرنسا على أماكن العبادة وتوصلت إلى أن ما نسبته 25 في المائة من المسلمين أكدوا أنهم يذهبون يوم الجمعة إلى المسجد للصلاة وللاستماع إلى خطبة الجمعة وقالت الدراسة إن هذا الرقم لم يكن يتجاوز 15 في المائة، قبل 15 سنة. وأرجعت الدراسة مسألة انتشار الممارسات الدينية وسط الأجيال المسلمة الشابة في فرنسا إلى اعتبارات ديموغرافية إذ إن ما يزيد على ثلثي المسلمين في فرنسا هم ما بين 18 و 34 سنة (أي نسبة 62 في المائة من مجموع السكان المسلمين)، في حين أن هذه الفئة العمرية لا تمثل سوى 29 في المائة من مجموع سكان فرنسا. وقامت الدراسة بمقارنة بين نسبة المترددين على أماكن العبادة، بين المسلمين والمسحيين الكاثوليك الفرنسيين وخلصت إلى أن 95 في المائة من الكاثوليك لا يذهبون إلى الكنيسة، فيما يتردد على المسجد 25 في المائة من المسلمين الفرنسيين. وأضافت الدراسة أنها توصلت، من خلال مراقبة مجال الاستهلاك لدى المسلمين الفرنسيين، إلى أن 49 في المائة منهم يقبلون على استهلاك المنتوجات «الحلال». وأكد جيروم فوركانت، المدير المساعد ل«مديرية الرأي وإستراتيجية المقاولات»، التابعة ل«المعهد الفرنسي للرأي العام» أن «هناك عدة أسباب يمكن أن تفسر هذا التزايد وسط مسلمي فرنسا والشباب منهم بالخصوص، على التدين، منها تحول دورة اهتمامات مسلمي فرنسا، كما يمكن تفسير زيادة النشاط الديني لديهم بأنه نوع من تأكيد الهوية أو رفض للنموذج السائد وعدم رضا عن النموذج المقدم لاندماج المسلمين في المجتمع أو رغبة في تأكيد الذات».