كشفت مجلة «لوبوان» الفرنسية، في آخر عدد لها ليوم أول أمس، أن حوالي 70 في المائة من مسلمي فرنسا يصرحون بأنهم يلتزمون بصوم شهر رمضان، وهو رقم يقول خبراء استطلاعات الرأي إنه مستقر منذ سنة 2001، لكنه مرتفع مقارنة بسنة 1989 التي كان يبلغ فيها عدد المسلمين الملتزمين بصوم رمضان في فرنسا حوالي 60 في المائة. وأضافت المجلة الفرنسية، التي اعتمدت على آخر الأرقام التي كشفها إحصاء خاص بالإسلام الفرنسي تم تعميمها نهاية الأسبوع, أن عدد الذين يقرون بعدم التزامهم بصيام شهر رمضان في تقلص مقارنة مع سنة 1989 التي كان فيها عدد غير الصائمين يجاور عتبة 32 في المائة قبل أن يصبح العدد في 2007 حوالي 20 بالمائة فقط. هذا وأشارت مجلة «لوبوان» أن رمضان هذه السنة بفرنسا يمتاز بأجواء قاسية ترتبط بطول ساعات الصيام وموجة الحرارة، حيث يبتدئ الصوم عند الساعة الخامسة والربع فجرا حتى التاسعة ليلا، موعد غروب الشمس, في حين يبقى ارتياد المساجد, بحسب الإحصاء, تقليدا رجوليا أيام الجمعة بفرنسا بنسبة 34 في المائة لدى الرجال و12 في المائة فقط للنساء. واستنادا إلى أرقام الإحصاء الأخير حول الإسلام الفرنسي، فإن 20 في المائة من مرتادي المساجد بفرنسا تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة, في وقت ترتفع هذه النسبة إلى 41 في المائة بالنسبة إلى الفئات العمرية ما فوق 55 سنة, كما أن نسبة ارتياد المساجد عند مسلمي فرنسا من الجنسين تبلغ 23 في المائة مقابل 5 في المائة لدى الكاثوليك الذين يذهبون مرة واحدة في الأسبوع إلى الكنيسة. إلى ذلك أوردت نفس الإحصائيات أن المسلمين بفرنسا يشكلون اليوم 5,8 بالمائة من مجموع عدد سكان فرنسا وأنهم يتواجدون بكثافة في الضاحية الباريسية بما مجموعه 10 بالمائة من عدد ساكنتها, وأن هذه الإحصائيات أجريت في الفترة ما بين 2005 و2009 وهمت ما يفوق 131 ألف مستجوب. و تحت عنوان «رمضان يجذب المزيد من الشباب» اهتمت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بإلقاء الضوء على ظاهرة تزايد إقبال الشباب المسلم في فرنسا على صوم رمضان, مشيرة إلى الدراسة التي أجراها في 2007 المعهد الفرنسي لاستطلاعات الرأي والتي تظهر أن حوالي 70 ٪ من مسلمي فرنسا, الذين يصل إجمالي عددهم إلى نحو 5 ملايين مسلم, يؤكدون ممارستهم الصوم خلال شهر رمضان. هذا وتختم الصحيفة بأن صوم رمضان كان راسخا في أوساط المهاجرين بفرنسا, إلا أنه لم يكن منتشرا في بادئ الأمر وسط الجيل الثاني من هؤلاء المهاجرين, مضيفة أن الأمر اختلف تماما في التسعينيات, مع ظاهرة «إعادة أسلمة» الشباب, خاصة في ضواحي فرنسا, مشيرة إلى أن صوم رمضان قد انعكست مظاهره منذ عدة سنوات في المدارس الثانوية الفرنسية, بل إنه يمكن اليوم ملاحظته أيضا في المدارس الابتدائية, حيث يسعى الصغار إلى تقليد الكبار في ممارسة الصيام, وقد لا يكون أحيانا آباؤهم على علم بذلك, كما تقول باتريشيا ترونج مديرة إحدى المدارس الابتدائية.