أعلن اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية المصري، اعتماده الخطة النهائية لتأمين محاكمة الرئيس مبارك ونجليه، التي من المقرر عقدها اليوم الأربعاء في قاعة محاضرات أكاديمية الشرطة في القاهرة. وأضاف أن خطة تأمين المحاكمة تتضمن ثلاثة محاور، هي تأمين المتهمين أثناء الخروج من السجن حتى الوصول إلى أكاديمية الشرطة، ثم التأمين أثناء المحاكمة. ويشارك في عملية التأمين أكثر من 8000 جندي وضابط يدعمهم 200 ضابط وجندي من القوات المسلحة. وأكد أن هناك تنسيقا مع القوات المسلحة لنقل مبارك في طائرة عسكرية، وأن الطائرة ستهبط داخل الأكاديمية في مهبط الطائرات. وأشار العيسوي لصحيفة «المصري اليوم» إلى أنه يتفق تماما مع حضور مبارك لجلسة محاكمته لتجنب أي احتقان شعبي. وكشفت مصادر للصحيفة أن قفص الاتهام المعد داخل قاعة المحاكمة تم تخصيص مكان فيه ليكون بمثابة سرير لإيداع مبارك داخله، في حين استبعدت مصادر قضائية دخول مبارك قفص الاتهام بسريره، إلا أنها أكدت حضوره إلى القاعة. وكان اللواء محمد نجيب، مدير أمن جنوبسيناء، قد أعلن في وقت سابق أنه تلقى إخطارا، يوم الأحد الماضي، من نيابة وسط القاهرة لإبلاغ الرئيس السابق حسني مبارك بموعد محاكمته في الثالث من غشت الجاري، وقال إنه أبلغ بنفسه مبارك بشأن مثوله أمام القضاء للمحاكمة في ما نسب إليه من اتهامات، وأضاف أنه بمجرد إخبار مبارك بالإخطار علق قائلا إنه يريد فرصة حتى يراجع المحامي الخاص به، وبعد دقائق من مراجعة المحامي قام مبارك بالتوقيع على الإخطار. وفى سياق متصل، أكد مصدر طبي رفيع في مستشفى شرم الشيخ أن حالة الرئيس السابق لا تزال مستقرة، بينما تنتابه حالة من الاكتئاب أفقدته الشهية والرغبة في تناول الطعام، مما أثر على وزنه. وبعد تسلمه إخطار المحاكمة، ظهرت عليه علامات القلق والتوتر التي أصابت زوجته سوزان ثابت أيضا بمجرد معرفتها بتلقيه إخطار المحاكمة ومثوله أمام القضاء في 3 غشت الجاري. وفي وقت سابق، أعلن المستشار أحمد رفعت، رئيس الدائرة الخامسة في محكمة جنايات القاهرة، يوم الأحد الماضي، أن محاكمة الرئيس السابق ستتم على أيام متعاقبة دون التقيد بالأيام المحددة للدائرة، موضحا أنه من المقرر أن تستمر المحاكمة بشكل يومي حتى موعد صدور الحكم. وأوضح، في مؤتمر صحافي، أن الجلسات ستعقد في أكاديمية الشرطة وسيسمح بحضور 600 شخص في حد أقصى، وأن المحاكمة ستذاع على الهواء مباشرة. وقال رفعت إن من سيسمح لهم بالحضور هم من أقاموا دعاوى تعويض ضد المتهمين أو من ينوب عن هؤلاء المدعين من محامين، والمحامون الذين سيدافعون عن المتهمين وأقاربهم وممثلو وسائل الإعلام المختلفة المصرية والعربية والأجنبية، وسيسمح للتلفزيون المصري فقط بتصوير الجلسة، وقال إن المحكمة تؤمن بحق الشعب في متابعة ما يجري ويدور في قاعة المحكمة. كما سيسمح لأفراد من الجمهور بالحضور إذا حصلوا على تصاريح، فيما كشفت مصادر أن نقل الرئيس السابق من شرم الشيخ إلى القاهرة سيتم بطائرة حربية إلى مطار ألماظة ومنه إلى الأكاديمية بسيارتين مصفحتين تحت حراسة تشكيلين من قوات الأمن المركزي. ومع تزايد حدة الجو في القاهرة، كما قالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، هناك مخاوف متزايدة من أن احتمال عدم مثول مبارك أمام المحكمة يمكن أن يثير موجة عنف جديدة في البلد الذي بدا غير مستقر بدرجة متزايدة منذ الإطاحة به. وبالنسبة إلى مئات آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان التحرير بداية العام، فإن محاكمة الرجل الذي قادهم طوال ثلاثين عاما تأتي بمثابة تتويج لصراعهم من أجل حرية حقيقية في أكبر دولة تعدادا للسكان في الشرق الأوسط.