ما زال فبرايريو إقليمالحسيمة مُصرّين على الاستمرار في مسيراتهم الإحتجاجية، المنسجمة في مطالبها مع سقف المطالب الذي ترفعه الحركة في باقي ربوع المملكة والمطالبة بإسقاط الفساد وحل الأجهزة الفاسدة لتحقيق «حلم المغاربة في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية»، وهو ما جعل شباب 20 فبراير في الحسيمة يخرجون في مسيرات شعبية في كل من الحسيمة -المدينة وبني بوعياش وإمزورن، حيث رفعوا في هذه الأخيرة شعار «صايمين وما مفاكينش» كرد فعل وإثبات موقف من حملة «ما صايمينش وما مفاكينش»، التي سبق أن تبرأت منها الحركة، والتي اعتبرها شبابها «محاولة يائسة للتشويش على مسارها النضالي»، فيما «بارك» نداء 20 فبراير في الحسيمةالمدينة لعموم الساكنة حلول الشهر الكريم، وهو ما فسّره بعض المتتبعين برسالة ضمنية لكل من «يحاول تشويه سمعة الحركة لعزلها عن الجماهير الشعبية». وقد جابت المسيرات أهم شوارع مدن بني بوعياش وإمزورن والحسيمة، متمسكة في شعاراتها المرفوعة بكشف حقيقة الضحايا الخمسة الذين عُثِر على جثثهم متفحمة داخل إحدى وكالات البنك الشعبي في الحسيمة، والمطالبة بمعية أفراد العائلات الذين شاركوا بدورهم في مسيرة الحسيمة، بفتح تحقيق جدي ومسؤول لمعرفة ملابسات ما وقع، فمطلب «كشف الحقيقة سيظل مرفوعا إلى أن تنكشف الحقيقة عبر فتح تحقيق نزيه ومحايد يجيب عن كل الاستفهامات العالقة، والتي نريد لها إجابة مستلهمة مما وقع وكيف وقع ولماذا وقع»، يقول شاب من الحركة. كما ندد المحتجون بالارتفاع المهول في أسعار المواد الغذائية، الذي يستهدف القدرة الشرائية لمنعدمي ومحدودي الدخل، عبر رفع شعارات من قبيل «المعيشة دارت جنحينْ، أش ياكل هاد المسكينْ» وغيرها من الشعارات ذات الحمولة الاجتماعية، والتي لا تخلو من تنديد بالسياسات العمومية.