دخلت إدارة التكوين المهني، في بداية الأسبوع الجاري، في حوار مع متعاقديها المتخلى عنهم، البالغ عددهم حوالي 80 فردا، والذين يخوضون اعتصاما مفتوحا أمام باب الإدارة العامة منذ حوالي حوالي شهر. وقد جاءت بداية الحوار بعد لجوء العناصر المعتصمة، في الفترة الأخيرة، إلى تصعيد تدريجي في أشكال احتجاجاتهم، بلغ حد التهديد بإحراق الذات عندما أقدم أحد المتعاقدين على صب مادة مشتعلة على جسمه، وحالت يقظة رجال الأمن دون تمكُّنه من إشعال ولاعة استلّها لتوه من جيبه. وفي حالات أخرى، قضى المحتجون الليل ممدَّدين وسط الشارع المحاذي للإدارة العامة، مانعين بذلك سير العربات فيه. وكان المحتجون قد اعتصموا يوم الاثنين الماضي أمام باب المرآب التابع لإدارة التكوين المهني ومنعوا المدير العام من مغادرة مقر عمله إلى حين تدخل السلطات الأمنية التي حضرت إلى عين المكان ودخلت، رفقة مسؤولين في الإدارة العامة، في حوار مع الغاضبين أسفر، لحظتَها، عن فك الاعتصام مقابل وعد بالجلوس إلى طاولة التفاوض، وهو ما تحقق في اليوم الموالي، عندما اجتمع نائب مدير الموارد البشرية بالإدارة العامة للقطاع، رفقة بعض الأطر العاملة وبحضور السلطات المحلية والأمنية، مع خمسة أعضاء من تنسيقية المتعاقدين المتخلى عنهم. وقد دام اللقاء بين الطرفين أكثر من ساعتين، تبادل خلالهما المجتمعون وِجْهات النظر وتم عرض الملف المطلبي للمعتصمين، إذ أفادت مصادر حضرت الاجتماع أن التأثر بدا واضحا على وجوه المسؤولين أثناء الحديث عن بعض الحالات، خاصة بالنسبة إلى الأمهات المصاحبات لأطفالهن، والذين أُجبِروا جميعهم على المبيت في العراء، أو بالنسبة إلى النساء الحوامل اللواتي يتنقلن بين مقر الاعتصام والمستشفيات التي يُحمَلن إليها بين الحين والآخر، مخافة أن يلِدْن في الشارع العامّ. وفي نهاية اللقاء، أخبر ممثلو المعتصمين أن ملفهم سيجد، في القريب العاجل، طريقه إلى الحل، وقيل لهم إن المدير العام لإدارة التكوين المهني يتابع باهتمام بالغ التطورات المصاحبة لوضعهم، وبناء عليه، يقول المصدر الذي حضر اللقاء، تم الاتفاق على الالتقاء من جديد في مطلع الأسبوع القادم، بحضور مدير الموارد البشرية. من جهته، أعرب المنسق العام للمتعاقدين المتخلى عنهم عن شعور المجموعة بالاطمئنان إلى المنحى الذي تسير فيه تطورات الملف، مبديا رغبته في التعاون الكامل مع المدير العام لإدارة التكوين المهني قصد حل الملف. أما «ب. ف.»، وهي إحدى المحتجات، فقد عبرت في اتصالها ب«المساء» عن استغرابها ما وصفته ب«المفارقة» بين النجاح في امتحان اللحاق بالتكوين المهني وذريعة عدم الكفاءة بعد ذلك في السنة الموالية، متمنية، في الاتصال ذاته، أن يتم حل ملف مجموعتها في أسرع وقت ممكن، قصد تخليصها مما وصفته ب»كابوس» التنقل من شرق المغرب إلى الدارالبيضاء، علما، تقول المتعاقدة، أنها حامل وأم لطفلين.