قرر العشرات من المعتقلين بسجن تولال 1 بمدينة مكناس الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الأوضاع المأساوية التي يعانون منها داخل هذه المؤسسة. وقالت عائلات السجناء إن أبناءها يعيشون عيشة الكلاب، بعدما أقدمت إدارة السجن على تجريدهم من الحقوق التي تكفلها لهم القوانين المنظمة، مضيفة أن ظروف الاعتقال المزرية وسوء المعاملة أدت إلى إصابة العديد من المسجونين بحالة نفسية جد متدهورة واكتئاب شديد، دفع بعضهم إلى التفكير في الانتحار ووضع حد لحياتهم، التي قالوا، إنها تمرغ يوميا في التراب. وكشفت أسر المعتقلين الغاضبين أن سجن تولال 1 تسوده سلوكات تحط من الكرامة الإنسانية بسبب تصرفات عدد من حراس السجن، الذين لا يتوانون عن تحقير النزلاء وإهانتهم، وممارسة سياسة التجويع في حقهم، مضيفة أن جل المعتقلين، خاصة بحي التقوى، محرومون من مجموعة من المواد الغذائية، وفي مقدمتها القطنيات والسمك والتمر، إضافة إلى مصادرة أنواع كثيرة من الخضر، بعدما اشترطت الإدارة التوصل فقط بكيلوغرام ونصف من الخضر، وتشمل فقط البصل والطماطم والبطاطس. وأضافت المصادر نفسها أن مسؤولي المؤسسة منعوا السجناء من استعمال ما يعرف ب«الريشو»، وفرضوا عليهم الأكل في أوان من البلاستيك، رغم المضاعفات الصحية التي يمكن أن تنجم عن ذلك، مشيرة إلى أن الوضع أضحى لا يطاق بالنسبة لغالبية النزلاء، الذين يستعدون لخوض معركة الأمعاء الخاوية، سيما بعدما بادر موظفو السجن إلى مصادرة كميات من الأغطية والملابس والطاولات والكراسي والأواني التي تعد من الوسائل الضرورية بالنسبة للمعتقلين. واشتكت العائلات من عملية التفتيش المهينة والاستفزازية، التي تتعرض لها خلال فترات الزيارة، مؤكدة أن جل ما تحمله من مأكولات إلى ذويها يتم العبث به أو إتلافه بمبرر أنه يوجد في قائمة المواد الممنوع إدخالها إلى السجن، وهو ما أصاب العديد من المعتقلين، الذين لم يستطيعوا تحمل هذا الوضع المتردي، بأمراض مرتبطة بسوء التغذية، والتي قد تزداد استفحالا في غياب بعض الأدوية داخل السجن وغياب مراقبة الزنازن. ودعت المصادر ذاتها محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى التدخل العاجل للوقوف على حجم الاختلالات التي تطبع تدبير أمور السجن، والاستماع إلى تصريحات السجناء بخصوص الانتهاكات المرتكبة في حقهم، والإسراع ببذل مساع حثيثة لإجبار المندوبية العامة لإدارة السجون على اتخاذ تدابير جديدة وملموسة تسير في اتجاه أنسنة المعتقل.