خرج عشرات الآلاف من النرويجيين، يوم الاثنين الأخير، إلى وسط العاصمة أوسلو للمشاركة في مسيرة تكريما لأرواح ضحايا اعتداءي الجمعة اللذين خلفا 76 قتيلا، حسب حصيلة جديدة. وكان قاضي محكمة أوسلو وضع أندرس بيرينغ-بريفيك، المتهم بتنفيذ الاعتداءين، في عزلة تامة لمدة أربعة أسابيع. تدفق ما بين 100 و150 ألف شخص، مساء أول أمس الاثنين، على وسط أوسلو للمشاركة في إحياء ذكرى ضحايا الاعتداءات الدامية التي أحزنت البلاد منذ ثلاثة أيام، حسب تقديرات الشرطة ووسائل الإعلام النرويجية. وقال ولي العهد النرويجي، هاكون، أمام الجموع المحتشدة: «هذا المساء، امتلأت الشوارع بالحب». وأضاف، وسط التصفيق، أن «الذين كانوا في حي الحكومة وفي جزيرة يوتويا كانوا أهدافا للرعب. لكنه أصابنا جميعا». وتلاه على المنصة رئيس الوزراء النرويجي، ينس ستولتنبرغ، الذي قال إن «الشر يمكن أن يقتل شخصا، لكنه لا يستطيع أن يقتل شعبا»، داعيا إلى السعي «حتى لا يتكرر أبدا 22 يوليوز جديد». وكان المشاركون في «مسيرة الزهور» بدؤوا بالمجيء مع حلول المساء تلبية لدعوة إلى التجمع لبتها مدن أخرى في البلاد، حسب مشاهد بثها التلفزيون النرويجي. أعلنت يان كريستيانسن، مديرة وكالة أمن الشرطة، أن أجهزة الأمن النرويجية تلقت في مارس معلومة تتعلق بأندرس بيرينغ بريفيك، الذي اعترف بارتكاب المجزرة التي أودت بحياة 76 شخصا يوم الجمعة الماضي في النرويج. وقد تحدثت تلك المعلومة عن عملية شراء من مؤسسة بولندية تبيع مواد كيميائية، لكن المعلومة كانت بسيطة بحيث لم نر ضرورة لمتابعتها، كما قالت. وقالت كريستيانسن لشبكة التلفزيون الرسمية «إن.إر.كاي»: «في مارس تلقينا... لائحة تتضمن ما بين 50 و60 اسما، وكان اسمه فيها لأنه أنفق 120 كورونا (15 يوروها) في مؤسسة ببولندا». وأضافت أن «هذه المؤسسة كانت تخضع للمراقبة لأنها كانت تبيع، من بين ما تبيعه، مواد كيميائية.» وقالت، متحدثة إلى وكالة «فرانس برس»، إن شرطة أوسلو لا تعطي تقديرا رسميا، لكنها وصفت التظاهرة بكونها «ضخمة» في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة. واعتبر ضابط في الشرطة في المكان أن عدد المشاركين في التجمع بلغ 100 ألف. وكانت الجموع غفيرة، حيث إن المنظمين تخلوا عن فكرة تنظيم موكب ودعوا المشاركين إلى ملازمة أماكنهم. ولوحت الجموع مرارا بالورود التي كانت تحملها. وبعد الخطابات، اختتم الحفل بالأغنية النرويجية «من أجل الشبيبة» التي كتبت عشية الحرب العالمية الثانية، وأصبحت نشيدا ضد النازية اعتمدته المقاومة النرويجية. ثم تفرقت الجموع بعد النشيد الوطني النرويجي. يشار إلى أن مرتكب المذبحة قال في المحكمة إن حادثي التفجير وإطلاق النار، اللذين قام بهما وقتل فيهما العشرات، كان الهدف منهما إنقاذ أوربا من استيلاء المسلمين عليها، وقال إن منظمته تضم «خليتين أخريين». ونقل القاضي كيم هيجير، في مؤتمر صحفي، التصريحات التي أدلى بها بريفيك في جلسة قضائية مغلقة للنظر في حبسه احتياطيا. وكان بريفيك قال من قبل إنه دبر الهجومين ونفذهما منفردا، غير أن الشرطة لازالت تحاول التأكد من ذلك، خصوصا بعد ادعاء الجاني وجود خليتين أخريين. وعدلت الشرطة عدد القتلى إلى 76 من 93، قائلة إن ثمانية أشخاص قتلوا في حادث التفجير في وسط أوسلو و68 شخصا في حادث إطلاق النار في جزيرة أوتويا.