سفاح أوسلو أمام المحكمة ودعوات لإعدامه يمثل منفذ هجومي النرويج أمام محكمة ابتدائية، وسط اهتمام إعلامي كثيف وأنباء عن أن المتهم الرئيسي أبلغ الشرطة بأنه كان ينوي استهداف رئيس الوزراء السابق غرو هارلم برونتلاند. فقد أكدت مصادر رسمية أن أندرس بيرينغ بريفيك -المشتبه به في الهجومين اللذين روعا البلاد الجمعة وأوقعا 93 قتيلا على الأقل- مثل أمس الاثنين أمام قاض في جلسة استماع أولى للنظر بقضية تتلى فيها على المشتبه به لائحة الاتهام المنسوبة إليه. ووفق الإجراءات القضائية المتبعة هناك، يجوز للقاضي أن يأمر بحبس المشتبه به على ذمة التحقيق لمدة أقصاها أربعة أسابيع يمكن تجديدها، ولكن بعد عقد جلسة استماع ثانية. ويعود للقاضي أيضا أن يقرر ما إذا كانت جلسة الاستماع الأولى -التي عقدت ظهر اليوم- علنية حيث تقاطر العديد من مندوبي وسائل الإعلام إلى العاصمة أوسلو لنقل الحدث. في هذه الأثناء، قال جاير ليبستاد محامي الدفاع عن بريفيك إن الأخير يرغب بان تكون جلسة مثوله أمام القاضي الاثنين علنية وأن يسمح له خلالها بارتداء بزة نظامية، مع الإشارة إلى أن الجلسة لا تقضي بضرورة رد المشتبه به على الاتهامات الموجهة إليه. ونقل عن المحامي قوله أمس في تصريح تلفزيوني إن بريفيك كان ناشطا سياسيا لكنه لم ينجح بتحقيق أهدافه بالوسائل السياسية المعتادة فلجأ إلى العنف، موضحا أنه طلب تقييما طبيا لموكله من قبل لجنة مختصة. الجدير بالذكر أنه وحتى هذه الساعة لا يزال بريفيك بنظر القانون مشتبها به، ولا يمكن توجيه الاتهام رسميا إليه إلا بعد انتهاء تحقيقات الشرطة. ووفقا لمصادر الشرطة، أقر بريفيك بالوقائع المنسوبة إليه بخصوص تفجير مقر حكومي واستهداف معسكر شبابي لحزب العمال الحاكم، لكنه لم يقر بمسؤوليته الجنائية. وأوضحت المصادر نفسها أن بريفيك أبلغ المحققين بأنه هاجم بمفرده المعسكر الشبابي بجزيرة أوتويا حيث سقط أكثر من ثمانين قتيلا، في الوقت الذي تحدث ناجون عن وجود شريك له كان يطلق النار. وسربت صحيفة محلية اليوم معلومات تفيد أن بريفيك أبلغ الشرطة أيضا بأنه كان ينوي استهداف رئيس الوزراء السابق غرو هارلم الذي ترأس ثلاث حكومات عمالية خلال الفترة ما بين 1980-1990. ووفق المعلومات كان من المقرر أن يقوم هارلم زيارة المعسكر الشبابي لحزب العمال، وإلقاء كلمة أمام المشاركين في نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم. في الأثناء أصدر اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا بيانا أدان فيه الجريمة وأعرب عن تضامنه مع شعب النرويج، وقدم تعازيه الحارة لذوي الضحايا، معتبرا بالوقت نفسه أن هذه الأعمال لن تؤثر على حياة واستقرار الشعب النرويجي المنفتح على الآخر. وعلى خلفية انتماء المتهم بالجريمة المزدوجة لتيار سياسي متطرف معاد للهجرة والأجانب، توقع مراقبون سياسيون أن تخفف الحالة -التي تمر بها البلاد حاليا- من حدة الجدل الدائر بِشأن الهجرة قبل الانتخابات المحلية المقررة في سبتمبر المقبل حيث ستسعى الأحزاب لإبعاد نفسها عن معتقدات برييفيك وتعزيز مظهر النرويجيين أنفسهم كشعب منفتح ومسالم. وتجمع المئات في وقت سابق أمام الكاتدرائية حيث نصب ضريح للضحايا وسط بحر من الزهور التي وضعت تكريما لهم. ووضع ستولتنبرغ وبيدرسون زهورا بيضاء أمام الضريح قبل بدء القداس. ويدرس المحققون الأحد شهادة من نحو 1500 صفحة نشرها برييفيك على الانترنت وقال فيها انه يحضر لل»عملية الاستشهادية» منذ خريف 2009 على الأقل. وفي هذه الوثيقة جزء منها مذكرات وجزء دليل لصناعة القنابل وجزء هلوسات سياسية يتحدث فيها عن معاداته للإسلام ويوضح برييفيك كيف انه انشأ شركة وهمية للتعدين والزراعة للتحضير للهجمات. وقال أن «السبب وراء هذا القرار هو خلق سبب مقنع في حال اعتقالي بسبب شراء وتهريب متفجرات أو مواد تستخدم في المتفجرات -- أي الأسمدة».