دعت رئيسة حزب العمال اليساري الجزائري، لويزة حنون، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى اتخاذ إجراءات جريئة تستجيب للوضع الراهن، وطالبت بإحداث القطيعة مع نظام الحزب الواحد الذي كرس سيطرة حزب جبهة التحرير الوطني (حزب الغالبية البرلمانية) على الحياة السياسية بالرغم من اعتماد التعددية الحزبية بصفة رسمية عام 1989. وقالت حنون، التي يعتبر حزبها من أبرز أحزاب المعارضة في الجزائر ويشغل 24 مقعدا في البرلمان، في كلمة ألقتها أمام قيادات من حزبها في اجتماع بالعاصمة الجزائر، يوم السبت الماضي، إن على بوتفليقة اتخاذ قرارات جريئة تستجيب لمتطلبات الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد وتحدث القطيعة مع ممارسات نظام الحزب الواحد. وأوضحت أنه ينبغي أن يتم التأسيس لتعديل دستوري يكرس مبدأ الفصل بين السلطات، ويفضي إلى انتخاب مجلس تأسيسي ديمقراطي وتجديد مؤسسات الدولة. وطالبت الأحزاب السياسية، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالتفاعل مع الحركية التي يعيشها المجتمع وإبداء موقفها من الحركات الاحتجاجية التي تعرفها مختلف القطاعات. وحذرت حنون من أن الجزائر أصبحت مستهدفة بالنظر إلى مداخيلها البترولية واحتياط الصرف الهائل (أكثر من 160 مليار دولار) الذي تتوفر عليه، داعية الحكومة إلى اتخاذ قرار شجاع يمكن المؤسسات الوطنية من استعادة سيادتها المفقودة. وكان الرئيس بوتفليقة قد دعا إلى إصلاحات سياسية عميقة تزامنت مع التطورات الحاصلة في المنطقة العربية، جراء الثورات الشعبية التي أطاحت ببعض الأنظمة وزعزعت استقرار أخرى. وأنشأ بوتفليقة ما يسمى هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية برئاسة عبد القادر بن صالح الرجل الثاني بالدولة ورئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا بالبرلمان) لإجراء مشاورات حول هذه الإصلاحات لتعزيز مسار الديمقراطية. وتتناول الإصلاحات مراجعة الدستور وقوانين النظام الانتخابي والأحزاب والإعلام والولاية وتمثيل المرأة في المجالس المنتخبة وقانون الحركة الجمعوية (المنظمات الأهلية) وغيرها.