يدخل المنتخب المغربي يومه السبت محكا إعداديا من طينة أخرى، حيث يواجه منتخب سلطنة عمان على أرضية الملعب الدولي للشرطة بالعاصمة مسقط، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت العماني، الخامسة والنصف بالتوقيت المغربي، وعلى امتداد الأيام التي سبقت المواجهة، ظل الإعلام العماني يصف المباراة بالتاريخية، ويؤكد على حضور المنتخب المغربي بكامل عناصره المحترفة، مما يعتبر محكا حقيقيا للمنتخبين سيما وأن العمانيين بصدد بناء فريق وطني قادر على الظفر بخليجي 19 الذي سيقام في عمان خلال شهر يناير القادم. وتعتبر المباراة بالنسبة للناخب الوطني روجي لومير بديلا عن مباراة رسمية بأديس أبابا ضد المنتخب الإثيوبي أحيلت على التأجيل، بل إن صعوبة إيجاد منتخب إفريقي أو نادي أوربا لتدبير حالة الفراغ، قد عجلت بقبول دعوة المنتخب العماني، الذي يشرف على تداريبه المدرب الفرنسي كلود لوروا الذي تربطه بمواطنه لومير علاقات راسخة في القدم ساهمت في تنظيم المباراة. وعلى الرغم من معاناة السفر التي عاشتها العناصر الوطنية وهي في طريقها إلى مسقط، إلا أن التركيبة البشرية للمنتخب تجعل من المباراة محكا من نوع آخر، سيما وأن العديد من اللاعبين المغاربة مارسوا أو لازالوا على ارتباط بالكرة الخليجية، أبرزهم أمين الرباطي الذي لعب لقطر القطري والظفرة الإماراتي، ويوسف السفري ونادر لمياغري بالوحدة، وبوشعيب لمباركي بالسد والريان والوصل والعديد من النوادي الخليجية، وسفيان العلودي بالعين التي لا تبعد كثيرا عن عمان. وعلى المستوى العماني فإن التحضيرات انطلقت بشكل مكثف، وتبين من خلال الأصداء القادمة من معسكر مسقط، ان الجميع يتعامل مع المباراة كمحطة ودية بنكهة رسمية، سيما في ظل السمعة التي يحظى بها العديد من اللاعبين المغاربة المحترفين في الخليج وأوربا. ويعول المدرب لوروا على العمود الفقري لمنتخبه، الذي يملك لاعبين متمرسين أغلبهم يحترف في الدول الخليجية المجاورة، كعماد الحوسني وحديد وحارس مرمى نادي بولطون الإنجليزي علي الحبسي وأسماء أخرى تشكل مصدر انتعاشة الكرة في هذا البلد. وقال رضوان العلالي الذي يمارس في الدوري العماني رفقة نادي مسقط، إن المباراة لن تكون سهلة كما يعتقد الكثير من المتتبعين، وتنبأ بسيطرة ميدانية للعمانيين خاصة في الجولة الأولى من المباراة، محذرا العناصر الوطنية من الاستخفاف بالخصم، مشيرا في الوقت نفسه للحضور المهاري اللاعبين العمانيين عكس الأفارقة الذين يراهنون أولا على العامل البدني. وأضاف رضوان بأن كل المقومات للاستمتاع بمباراة جيدة متوفرة، خاصة الملعب الدولي الذي تتيح أرضيته للاعبي الفريقين فرصة الإفصاح عن مؤهلاتهم، محذرا من اللاعب فوزي بشير الذي يعد إلى جانب حديد والحارس الحبسي القوة الضاربة للفريق العماني، وأنهى تصريحه ل«المساء» بالقول إن المفاجأة واردة في هذا النزال، بالنظر إلى قيمة الخصم وإلى الخوف من السقوط في فخ الاستخفاف.