تقود عناصر الدرك الملكي، هذه الأيام، حملة مداهمات مفاجئة للمنازل في الشريط الممتد بين مدينتي سيدي يحيى الغرب والقنيطرة، بحثا عن أفراد عصابة وُصِفت بالخطيرة، كانت قد قتلت، في بحر الأسبوع المنصرم، مهاجرا مغربيا، بعدما سلبت منه أمواله واستولت على سلاح ناري كان بحوزته... وقد اضطرت القيادة الجهوية للدرك الملكي في القنيطرة إلى الاستعانة بأفراد فرقة التدخل في تمارة، المعروفة اختصارا باسم «GGR»، بعد توصل محققي الدرك بمعلومات تؤكد توفر العناصر المشبوهة على أسلحة حصلوا عليها من عمليات مماثلة. وقد نصبت عناصر المركز القضائي عددا من الحواجز الأمنية، كما كثّفت من دورياتها الراكبة في مختلف الطرق والمسالك الثانوية في منطقة الغرب، إضافة إلى شن حملات تطهيرية في بعض الدواوير التي يُشتبَه في أنها تؤوي العناصر المبحوث عنها. وعمم الدرك مذكرات توقيف على الصعيد الوطني في حق ستة من المشتبَه فيهم، بعد التمكن من تحديد هوياتهم، بينهم «م. خ.»، الذي تشير المعطيات الأمنية إلى أنه العقل المدبر للعصابة، التي يتحدر جل أفرادها من دوار «السفاري الركابي»، التابع للنفوذ الترابي لمدينة سيدي يحيى الغرب. وكشفت المصادر أن الأبحاث الأولية أسفرت عن اعتقال 10 أشخاص أحيلوا، جميعا، على قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف في القنيطرة، في الوقت الذي جرى استصدار أمر بمباشرة إجراءات الحجز على أملاك المتهمين وباقي المتصرفات الأخرى، لاسيما أن تحقيقات الضابطة القضائية مع المتهمين أثبتت أن جميع تلك الممتلكات التي توجد بحوزتهم متحصَّل عليها من أفعال إجرامية. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن القيادة الجهوية للدرك وجهت تحذيرات لجميع المقاولين والعاملين في مكاتب صرف العملة قصد اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر لتجنب الوقوع ضحية لعمليات نصب واحتيال تقوم بها العناصر الفارة التي تستعمل «الأورو» للإيقاع بضحاياها، حيث توهمهم أنها تتوفر على كميات كبيرة من العملة الصعبة وتود صرفها إلى الدرهم بسعر جد منخفض، وحين تجد أن «ضحيتَها» قد قَبِل بعرضها، تستدرجه، بعد أن يقع في فخها، إلى مكان خارج المناطق الآهلة بالسكان، لتقوم بالاعتداء عليه والاستيلاء على أمواله. وكانت آخر هذه العمليات الحادث الذي أدى، يوم الخميس الماضي، إلى مقتل مهاجر مغربي، يدعى فيصل، له ثلاثة أبناء، وإلى إصابة صديق له بجروح خطيرة، في منطقة «أولاد بورحمة»، حيث استولى المتهمون على حقيبة مالية تفوق قيمتها 50 مليون سنتيم وعلى سلاح ناري كان بحوزة المهاجر الضحية، الذي فارق الحياة في عين المكان، بعدما تلقى طعنة من المشتبَه فيهم في عروق الفخذ، وهو ما أدى إلى إصابته بنزيف دموي حاد عجّل بوفاته، رغم الإسعافات الأولية التي قُدِّمت له في مكان الحادث.