في تطور مفاجئ، أقدم الشيخ محمد الفيزازي، الذي كان محكوما ب30 سنة سجنا نافذا بتهمة الإرهاب، على خوض تجربة سينمائية مع المخرج نبيل عيوش، المعروف في الوسط الفني ب«تحرره» وإنتاج أفلام أثارت الكثير من الجدل، مثل فيلمه «لحظة ظلام» و«كل ما تريده لولا». وقد حل الفيزازي، يوم الأحد المنصرم، بالدار البيضاء للاشتغال ضمن الطاقم الفني الذي يُحضِّر للفيلم السينمائي بعنوان «نجوم سيدي مومن». وكان المخرج نبيل عيوش قد انتقل إلى مدينة طنجة قبل أيام لإقناع الفيزازي بالتمثيل في فيلمه السينمائي، الذي سيشرع في تصويره بداية من شهر شتنبر المقبل. لكن الفيزازي اعتذر عن الأمر، ليتفق الطرفان في النهاية على أن يتكلف الشيخ بمراجعة السيناريو من الناحية الفكرية والإيديولوجية. وصرح الشيخ الفيزازي، في لقاء مع «المساء» بأن اشتغاله في فيلم «نجوم سيدي مومن» يقتصر على «قراءة نص السيناريو الذي يتعلق بتفجيرات 16 ماي 2003، ومراجعته مراجعة كاملة من ناحية الرؤية الشرعية». وقد اختار المخرج نبيل عيوش الشيخ الفيزازي للاشتغال معه في فيلمه الجديد «اعتبارا للخبرة التي راكمها الفيزازي خلال مدة 8 سنوات التي قضاها في السجن إلى جانب بعض الانتحاريين»، حسب ما أفادت به «المساء» واحدة من التقنيات العاملات في الفيلم. وتحكي رواية «نجوم سيدي مومن» التي كتبها الروائي والفنان التشكيلي ماحي بينبين، وحولها إلى سيناريو جمال بلماحي، قصة ياشين، وهو شاب انتحاري يسكن بحي «سيدي مومن» بالدار البيضاء. الرواية، التي حازت على جائزة الرواية العربية بباريس، تنطلق وقائعها من العالم الآخر، حيث يعيد ياشين «السارد الميت» تركيب قصة انتحاره من قبره، لتعود الحكاية إلى طفولة ومراهقة ياشين في «حي سيدي مومن»، وخصوصا لحظات لعبه ضمن فريق «نجوم سيدي مومن» لكرة القدم. وتجدر الإشارة إلى أن فيلم «نجوم سيدي مومن» للمخرج نبيل عيوش، حظي بدعم مشاريع سنة 2010 لمؤسسة مهرجان كان السينمائي، والتي تقدم مساعدات من أجل البحث عن تمويلات إضافية لإخراج أفلام جيدة. وعن قبوله الاشتغال في السينما، قال الفيزازي ل«المساء»: «موقفي من السينما هو موقفي من الفن عموما، وأنا لا أمانع من الاشتغال في عمل سينمائي شريطة أن يكون عملا راقيا».