لقي شخص مصرعه، في نهاية الأسبوع الماضي في تزنيت، بعدما تعرّض للسعة مفاجئة في يده اليمنى من حشرة يعتقد أنها عقرب سامة. وأفادت المصادر أن الضحية، الذي دخل عقده السادس، كان يتواجد حينها داخل معصرة لزيت الزيتون في جماعة «الركادة -أولاد جرار» في إقليمتزنيت، حيث تعرّض للسعة سامة، رفض بعدها الذهاب إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج، مكتفيا بِكَيّْ منطقة إصابته بواسطة سيجارة، تركت آثارا بادية على يد الضحية. وأضافت المصادر أن الضابطة القضائية قامت بجملة من التحريات في عين المكان واستمعت إلى مشغل الضحية، كما أشرفت على نقل جثمانه إلى مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي «الحسن الأول» في تزنيت، في انتظار إجراء تشريح طبي عليها والسماح بدفنه، بعد الحصول على إذن من النيابة العامة في ابتدائية تزنيت. وكان عدة أشخاص قد تعرّضوا للسعات العقارب في مختلف أنحاء الإقليم، لكن التدخلات الطبية التي تمت بالنسبة إلى الحالات المذكورة تمكنت من احتواء الموقف والحيلولة دون مفارقة المصابين الحياة. لكن ارتفاع أعداد المتعرضين للسعات العقارب في الإقليم في الآونة الأخيرة يضع مسألة التحسيس بسبل الوقاية والإنقاذ على المحك، كما يطرح تساؤلات بخصوص الحملات الصحية التي تقوم بها الدوائر المختصة في الإقليم، والرامية إلى الحد من الظاهرة، خاصة في ظل التحذيرات الصادرة عن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التي تؤكد ارتفاع عدد الإصابات بلسعات العقارب في المناطق القروية، مؤكدا أن لسعات العقارب تحتلّ المرتبة الأولى من مجموع التسممات المسجَّلة في مختلف تراب الوطن، بنسبة تفوق 30 في المائة. كما أشار المركز إلى أن جهة سوس -ماسة -درعة تُعَدّ من بين الأقاليم التي تحتل مراتب أولى في عدد التسممات الناتجة عن لسعات العقارب، بسبب ارتفاع مستويات الحرارة فيها. يذكر أن عدد الإصابات بلسعات العقارب بلغ خلال السنة الماضية حوالي 29 ألف حالة، فيما ارتفعت نسبة التصاريح الخاصة في مختلف الأقاليم إلى 30 ألف حالة صرحت بتعرضها للسعة عقرب، بعد أن كانت لا تتجاوز في السابق 100 حالة فقط. وفي الوقت الذي يتعرض نحو 90 في المائة من المصابين للسعة «بيضاء»، تتسبب في حمرة موضعية وألم بسيط، فإن 10 في المائة من المتعرضين لها يصابون بأعراض جانبية كالتقيؤ أو الألم الحاد في البطن أو الإسهال، فيما تشكل اللسعات خطرا كبيرا على الأطفال، حيث تشكل نسبة الوفيات في صفوفهم نسبة 90 في المائة من مجموع الوفيات.