اتجهت صوب إحدى قاعات مستشفى الأطفال بابن رشد في الدارالبيضاء، محملة بأقلام حبر جافة وأوراق بيضاء، مصطحبة معها استدعاء رقم الامتحان 8458، بملامح سعيدة لاجتياز الامتحان الموحد لنيل الشهادة الابتدائية، الذي تمكنت سكينة فاضلي من اجتيازه بعد أن خصصت لها إدارة المستشفى، قاعة خاصة لإجراء هذا الامتحان الذي كانت سكينة تعتقد أنها لن تتمكن من اجتيازه بسبب مرضها المزمن الذي جعلها تحرم من مرافقة زميلاتها وزملائها الذين التحقوا بالثانوية الإعدادية أبو القاسم الزياني بمنطقة ليساسفة لإجرائه يوم السبت الماضي. فقد تحققت أمنية سكينة عندما وفرت لها إدارة مستشفى ابن رشد كل الظروف لاجتياز هذا الامتحان بعد تأشير حميد ميسور، النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمقاطعة الحي الحسني على طلب الموافقة بانتقال فريق تربوي للمستشفى مصحوبا بأسئلة الامتحان مواد (اللغة العربية أ الفرنسية الرياضيات) ومراقبة الطفلة خلال اجتيازها مرحلة نيل شهادة السلك الابتدائي، بعد أن انقطعت عن الدراسة لمدة شهرين بسبب مرض الربو الذي أصيبت به، وهو المرض الذي يعتبر من الحالات النادرة والمستعصية على العلاج، فالبرغم من إجراء مجموعة من التحاليل الطبية وفحوصات الجهاز التنفسي وإخضاع الطفلة لجهاز الكشف المغناطيسي (السكانير) فإن الفريق الطبي المشرف على الحالة المرضية لم يتوصل إلى حد الآن لتشخيص الأسباب الحقيقية للمرض المزمن. ومن المرجح أن يكون مرض الطفلة وراثيا ومرتبطا بعوامل السمنة والحموضة أو الرطوبة المتواجدة بالمنزل الذي تقطن به سكينة. وبأناملها الذهبية أجابت سكينة فاضلي عن الأسئلة المدرجة في الامتحان وكلها أمل في أن يتوج مجهودها بالنجاح رغم المرض، خاصة وأن نتائجها الدراسية، بشهادة المقربين، مشرفة بحيث حصلت في الدورة الأولى لهذه السنة على معدل 8,25 وفي المراقبة المستمرة على معدل 8,44.