تميزت الساعات الأولى من عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، التي أجريت يوم أمس، بإقبال كثيف من طرف أنصار محمد بن عبد الرحمان المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، على مكاتب التصويت. وشوهد العديد من أتباع محمد المغراوي وهم ينتقلون جماعات إلى أماكن الاقتراع، حيث لوحظ اصطفافهم في طوابير طويلة للمصوتين أمام مكاتب الاستفتاء. وكان محمد المغراوي قد دعا المغاربة إلى التصويت بنعم على الدستور، مع تأكيد وجوب الاستمرار في المطالبة بالتنصيص على منزلة الشريعة الإسلامية في منظومة التشريع والتقنين، وذلك تغليبا لمراعاة المصالح العليا للبلد في هذه الظروف الحساسة، واعتبارا لما تضمنه الدستور من تعزيز وإعلاء للهوية الإسلامية، مثمنا في الوقت نفسه ما تضمنه نص الدستور الجديد، من خلال تعزيزه الصريح لمكانة الدين الإسلامي في الهوية المغربية بكل مكوناتها، وجعل المرجعية الإسلامية حاكمة على كل المقتضيات الدستورية والقانونية. من جهة أخرى، وجد العشرات من المواطنين صعوبة بالغة في الحصول على بطائق التصويت، حيث اضطر الكثير منهم إلى تحمل مشاق التنقل إلى الملحقة الإدارية المعنية لجلبها للإدلاء بأصواتهم، في حين بدت على مجموعة منهم علامات الأسى والغضب من عدم وجود أسمائهم ضمن لائحة المنتخِبين، وهو ما أدى في مناسبات عديدة إلى وقوع مشاجرات وملاسنات كلامية بينهم وبين بعض أعوان السلطة. وكشف معظم المصوتين في مدرسة الأندلس، التابعة للملحقة الإدارية الثالثة، من الذين استطلعت «المساء» آراءهم، أنهم صوتوا لفائدة الدستور الجديد، وأن ثقتهم في ملك البلاد كانت دافعا أساسيا لها إلى التصويت بنعم. ووفق معطيات رسمية، فقد تجاوزت نسبة المشاركة 8 بالمائة قبل العاشرة صباحا من يوم الاستفتاء، وباستثناء المشادات السالفة الذكر، فقد مرت عملية التصويت في جو هادئ تماما، وأكدت مصادر مسؤولة، أن جميع التدابير اتخذت لضمان سهولة عملية التصويت داخل مكاتب الاقتراع.