لم يكن أحد المدعوين إلى حفل زفاف يتوقع أن يتحول العرس إلى ميتم، فقد كانت المناسبة لحظة للفرح، ولكنها للأسف الشديد انتهت بنحيب ودموع. كان الضحية أحد المهاجرين المغاربة بالديار الإسبانية، يشرب الخمر، ويعبر عن استمتاعه داخل الحفل بالرقص، وهو الشيء الذي لم يتقبله أحد أبناء صاحب الحفل، المهاجر بالديار الإيطالية، فأمر الضحية في بالجلوس إلى جانب المدعوين، وهو ما لم يرضخ له الضحية الذي دخل في نزاع بسيط مع صاحب الحفل، وكانت النهاية جريمة قتل بطعنة سكين. شهد دوار قصر المزاكرة التابع لجماعة أولاد عامر دائرة البروج، في حدود الساعة الواحدة صباحا من يوم الأحد 30 يناير الماضي جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مهاجر بالديار الإسبانية كان مدعوا لحفل زفاف أقامته إحدى العائلات بالدوار، ولم يكن الجاني سوى ابن صاحب حفل الزفاف. الحادث وقع بسبب نقاش بسيط سرعان ما تحول الى نزاع بين الجاني وعمه من جهة والضحية من جهة ثانية، انتهى بتوجيه طعنة قاتلة أردت الضحية جثة هامدة. الجريمة التي عاينها سكان دوار (قصر مزاكرة) و(دوار السلالمة) والدواوير المجاورة التابعة لجماعة أولاد عامر دائرة البروج، تعود إلى سوء تفاهم وقع بين المتنازعين، وسببه هو أن الضحية (مهاجر بالديار الاسبانية) أحس بالنشوة بعدما احتسى رفقة بعض الحاضرين بعض كؤوس النبيذ، وأراد أن يكمل سمره بالاشتراك في الرقص أمام المدعوين، الشيء الذي لم يستسغه أحد أبناء صاحب الحفل (مهاجر بالديارالإيطالية) الذي حاول إقناع (الضحية) بالكف عن الرقص والجلوس بالمكان المخصص للمدعوين. لكن الضحية لم يتقبل الأمر ودخل في ملاسنات كلامية مع الجاني باللغة الإسبانية ورد عليه الأخير باللغة الإيطالية (بحكم أنهما مهاجريان: الأول بإسبانيا والثاني بإيطاليا)، وفي محاولة منه لإخماد النزاع وتهدئة الوضع تدخل عم الجاني، وقام بإخراج الضحية إلى خارج الحفل لوضع حد للتلاسن أمام الحضور، لكن الجاني فاجأ الضحية ووجه إليه طعنة قاتلة إلى الصدر كانت كفيلة بإزهاق روحه. زغاريد وبكاء انتهت فصول الحفل، الذي ابتدأ بالزغاريد وعلى نغمات الموسيقى، بالدموع والصراخ الذي كسر صمت الليل بجماعة أولاد عامر، وبعدما أحس الجاني بجسامة فعله الإجرامي غادر رفقة عمه مسرح الجريمة إلى جهة غير معلومة واختفيا عن الأنظار. وعند تلقيها الخبر انتقلت عناصرمن الدرك الملكي التابعة لمركز البروج إلى مسرح الجريمة لاتخاذ التدابير الأولية والوقوف على ملابسات الحادث والقيام بالإجراءات الروتينية، حيث تم نقل الضحية على متن سيارة الإسعاف التابعة لجماعة أولاد عامر إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات. القبض على الجاني بعد استفسار الحضور عن سبب الجريمة ووقائعها ومرتكبها، باشرت عناصر الدرك الملكي تحقيقاتها، وشنت حملة تمشيطية بتراب جماعة اولاد عامر والدواوير المتاخمة لها، حيث قادها البحث والتحري، بعد ساعات قليلة، إلى الوصول إلى الجاني، الذي تم القبض عليه بمدينة البروج حوالي الساعة السابعة صباحا من نفس اليوم، حين كان ينوي مغادرة أرض الوطن في اتجاه مقر عمله بالديار الإيطالية، وتم اقتياده إلى مركز الدرك الملكي بالبروج ووضعه تحت الحراسة النظرية، إلى حين استكمال التحقيق معه. وقد علمت «المساء» من مصادر متطابقة أن البحث لازال جاريا بغرض الوصول إلى عم الجاني الذي غادر مكان الحفل بعد وقوع الجريمة وتوارى عن الأنظار. نهاية مأساوية انتهى حفل الزفاف بجريمة قتل، راح ضحيتها ضيف جاء ليعيش متعة السمر قبل أن يودع عالمنا بطعنة سكين، وتحول الحفل في لحظة إلى ميتم حزين.